البداية هي الطفل!

TT

عندما سئل أحد الفلاسفة الألمان عن سر عبقرية الشعب الألماني.. قال: إننا قبل أن نذهب إلى الجامعة نمر على الثكنات! أي أن المجتمع الألماني به جامعات وبه ثكنات.. وقبل التفرغ للعلم لا بد أن يتعلم المواطنون النظام والطاعة والانضباط وروح الفريق!

وعندما سئل الأب توماس الإكويني الفيلسوف الفرنسي: إن كان الإيمان كافيا للتفوق في العلم.. أجاب: لا تفوق في شيء بغير إيمان!

وقال: إن الوسيلة الوحيدة لأن تكون لنا حياة، هي أن نعيش في الأديرة، ثم نعود إلى الناس وقد زدنا إيمانا ورغبة في تحسين ظروف الحياة.

ولا تختلف حياة الدير عن حياة الثكنات: فهي عزلة وتفرغ وانضباط وزهد وتضحية..

وحياة العلماء في الدول الصناعية الكبرى هي العسكرية والرهبانية.. فالعلماء يعيشون في أماكن بعيدة عن ضوضاء المدن وعن الإرهاق الذي تسببه العلاقات الاجتماعية.. فهم يعيشون في «سجون علمية» - وهذه السجون هي مصدر النور والحرية لكل الشعوب.

ولما سئل «دوكو» أبو الاقتصاد الياباني عن عبقرية الشعب الياباني، كان من رأيه: أن المصانع ليست إلا أسرة.

إنها حياة العائلة الواحدة بكل ما في كلمة العائلة من معنى ريفي قديم.. فالمصنع عائلة مرتبطة تماما!

وعمال المصنع قد ولدوا ليموتوا في داخله.. وإذا ترك الواحد منهم هذا المصنع فإنه لن يذهب مطلقا إلى مصنع منافس.. لم يحدث.. وإذا حاول أحد عمال هذه المصانع أن يذهب إلى مصنع منافس، فإن المصنع لا يقبله لأن العلاقات أسرار.. والعائلات اليابانية تتنافس ولكنها لا تتصارع.. إنما تتفوق على المصانع الأوروبية والأميركية من أجل رفاهية وعظمة الشعب الياباني كله!

إن هذه التطورات الهائلة تدل على عظمة العقل الإنساني وأن المصدر الحقيقي لكل شيء هو هذا الجهاز الأعجوبة الذي على كتفيك.. إنه المخ الإنساني.. المصدر الذي لا ينفد للإبداع.. وهذه هي البداية لكل عمل عظيم أو مجتمع يريد أن يكون عظيما!

المعنى: البداية هي الطفل.. البداية هي المخ ومعرفته وتشغيله!