نوعان من الناس!

TT

المخترع الأميركي فورد كان يتباهى بهذه الحكاية.. ذهب أحد الأميركيين يسأل عنه فلم يجده، قال: أين السيد فورد؟ في إيطاليا، وأين نائبه؟ في فرنسا، وأين المدير العام؟ في إسبانيا، وأين نائبه؟ في البرازيل، وأين سكرتير السيد فورد؟ في إجازة، وأين سكرتيرة السيد نائبه؟ في شهر العسل، إذن الشركة في إجازة؟ بل تعمل.

- بغير هؤلاء جميعا؟!

- طبعا، فقد أصبحت ورشة السيد فورد مؤسسة صناعية كبرى تمشي وفقا لقواعد مضبوطة.

ثم عاد هذا الرجل يسأل عن كل هؤلاء فقيل له: إنهم جميعا موجودون هذه المرة، فسأل إن كان في استطاعته أن يلقاهم، فقيل له ليس ممكنا؛ فالعمال في إجازة والمديرون يعملون!

وسأل الرجل: إذن كيف أراهم، أو كيف يراهم أي إنسان؟ فقيل: إن كان من رجال الأعمال فمن الممكن أن يراهم في أي وقت، ولكنك تستطيع أن تراهم في بيوتهم!!

ولم يفهم الرجل، وعاد يسأل: ولكن لماذا؟

فقيل لأنك لست من رجال الأعمال! ففي يدك طفل صغير وسلة فاكهة وقد خطر لك أن تلمس بنفسك الأسباب التي أدت إلى نجاح هذه المؤسسة، وهي قصة طويلة يمكن أن يرويها لك أي واحد منهم على راحته في بيته.

أما المعنى، فهو الذي كتبه أيضا المخترع الأميركي فورد؛ هناك نوعان من الناس! أناس يعملون، وأناس يجدون متعة في تعطيل الآخرين عن العمل. أو بعبارة أخرى: مهم جدا أن تعمل، وأكثر أهمية أن لا يمنعك أحد عن ذلك.

ونحن نحتاج إلى من يضربنا على أيدينا لكي نعرف كيف نعمل ونتعلم، وكيف نأكل أيضا، وبين العمل والأكل، كيف نغسل أيدينا وننظف البيت والمكتب والشارع، والنفس أيضا!

لو أرسينا القواعد، واحدة واحدة سيرتفع البناء قويا شامخا، فإذا وقف أحد على باب مكاتبنا أو مصانعنا وتساءل إن كان أحد من الرؤساء هناك، فليس من الضروري أن يجده، فكل شيء يعمل، والرؤساء ليسوا في مواقعهم، لأنهم هم أيضا يعملون، فلا وقت عندهم لمن يتلكأ ويتسكع على أبوابهم يريد أن يعرف، بل عليه هو أيضا أن يبحث له عن عمل.