غيبيات تحيط باحتياطي العملة

TT

رغم أن الهجوم كان موجها لشخصي، لم يتسن لي قراءة مقال ستيل وهيندز حول ضرورة الفزع والهلع من الدور الذي يلعبه الدولار. لكن براد ديلونغ فعل ذلك وتبين أنه عمل رائع. يبدو أن المؤلفين يعتقدان أن الدول التي لديها احتياطي عملة يمكنها بيع الديون بعملتها للأجانب. ليس لدي أدنى فكرة عن سبب هذا الاعتقاد، لكنني أعلم جيدا أن هذا غير صحيح. تستطيع كل الدول المتقدمة وعدد متنام من الدول ذات الاقتصاديات الناشئة بيع الديون بالعملة المحلية للأجانب. بحسب تقدير مؤشر «ستاندر أند بورز»، يعد الدين الخارجي لاستراليا أكبر من الولايات المتحدة كنسبة مئوية لإجمالي الناتج المحلي. هناك عدة عوامل يمكنها أن تحد من الخطر الذي يمثله الدين الخارجي لأستراليا على تصنيفها الائتماني. بداية ينبغي أن يكون كل حجم الدين تقريبا بالعملة المحلية أو يحول إلى الدولار الأسترالي للحد من تأثير التحركات العكسية للعملة. يبدو أن الجزء الأكبر من المقال يفترض أن الولايات المتحدة لن تتبنى سياسة نقدية إذا لم يكن احتياطي العملة بالدولار. سيضطر مصرف الاحتياطي الفيدرالي الآن إلى العمل في ظل قيود خارجية تشبه تلك التي فرضها نظام غطاء الذهب الذي تحتاج بموجبه الولايات المتحدة إلى المزيد من الذهب لطبع المزيد من الدولارات. بموجب «غطاء اليورو»، سيحتاج مصرف الاحتياطي الفيدرالي إلى المزيد من عملات اليورو لطبع المزيد من الدولارات. هل تحدّث هؤلاء إلى أي شخص في السويد التي لا تحتاج إلى غطاء من عملات اليورو لطبع المزيد من عملات الكرونة أو في بريطانيا التي لا تحتاج إلى غطاء من عملات اليورو لطبع المزيد من الجنيهات الاسترليني. أعتقد أنني أشعر بالضيق والانزعاج من الاستماع إلى محاضرات في الاقتصاد من أناس يجهلون الحقائق الأساسية.

* خدمة «نيويورك تايمز»