الفلسطينيون.. العملة الموحدة للأزمات!

TT

أخيرا خرج من يقول: لا لاستغلال الفلسطينيين في أزمات بعض الأنظمة العربية؛ إذ خرجت مظاهرات بمعسكر اليرموك الفلسطيني في سوريا احتجاجا على إرسال النظام السوري لشباب فلسطينيين للجولان المحتل مما عرضهم للقتل على يد الجيش الإسرائيلي.

فواقع الحال في منطقتنا يقول إن الفلسطينيين أصبحوا العملة الموحدة لبعض الأنظمة العربية، ومعهم بالطبع إيران؛ فمتى ما تعرضت تلك الأنظمة لمأزق، فإنها تقوم بسداد فواتيرها الداخلية والخارجية؛ إما من خلال التضحية بفلسطينيين، أو عبر كتابة «شيك»، أي استغلال القضية الفلسطينية!

فالسؤال هنا: لماذا يرسل النظام السوري فلسطينيين للجولان المحتل، سواء بمناسبة ذكرى الاحتلال، أو النكبة، أو أي سبب آخر، ولا يرسل سوريين فقط؟ بل كيف ترسل دمشق فلسطينيين بينما امتنعت حماس نفسها عن السماح للفلسطينيين من أبناء غزة بالمشاركة، والذهاب للحدود مع إسرائيل؟ فلماذا يُزف الفلسطينيون فقط للمهلكة، ولسداد فواتير بعض الأنظمة العربية التي تتاجر بالقضية؛ وأبرزها هنا النظام السوري؟ وهو ليس وحده بالطبع، فقد فعلها أيضا صدام حسين من قبل لتبرير احتلال الكويت، ولتبرير بقائه في الحكم، وقمع شعبه، وفعلها ويفعلها كل يوم النظام الإيراني لتبرير تدخله في القضايا العربية، وهو الذي لم يطلق رصاصة واحدة دفاعا عن فلسطين، بل لا ينسى الفلسطينيون يوم نصح المرشد الإيراني الإيرانيين بعدم التدخل في حرب إسرائيل على غزة الأخيرة! ومن ضمن المستخدمين للعملة الموحدة لكل الأزمات، أي الفلسطينيين، حزب الله، وفي كل صباح ومساء، وهو الذي امتنع عن مشاركة السوريين أيضا في الجمعة الماضية بالذهاب إلى الحدود الإسرائيلية، وإن كان فعلها في الجمعة التي قبلها، وقد يكون هذا مؤشرا على أن حزب الله قد اقتنع بأنه لا فائدة من الوقوف مع دمشق!

عليه، نتساءل: أوليس بين القيادات الفلسطينية قيادي صادق ومشفق على أبناء جلدته، ليقول لهم كفوا عن أن تكونوا الحطب لكل حمال حطب بمنطقتنا، أو لإيران؟ أوليس هناك من بين الفلسطينيين من يقول إنه لا يجوز استرخاص دمائنا، وقضيتنا، لتسديد فواتير داخلية، وخارجية، لبعض الأنظمة العربية التي تتاجر بالقضية؟ فكيف يصدق الفلسطيني، مثلا، أن إيران حريصة على قضيته وهي لم تطلق رصاصة واحدة من أجلها؟ وماذا بعد أن اكتشفنا أن السفن الإسرائيلية كانت ترسو في مرافئ طهران طوال السنوات العشر الماضية؟ بل وكيف يصدق الفلسطينيون أن النظام السوري حريص على المقاومة وهو لم يقاوم الاحتلال الإسرائيلي للجولان طوال فترة الاحتلال إلا بالشعارات وعبر الإعلام؟ وكيف يصدق الفلسطينيون حزب الله وهو لم يقف مع غزة يوم كانت تحرق بنيران إسرائيل؟

قد يقول البعض في حماس، أو بعض الفصائل الفلسطينية، إن عدو عدوي صديقي، وهذا صحيح، ولكن ليس شريكي، أو سيد أمري، فالمصلحة الفلسطينية فوق كل شيء!

لذا، فإن ما يحدث اليوم في المنطقة، مفاده أن الفلسطينيين باتوا هم العملة الموحدة لبعض الأنظمة في منطقتنا، حيث تسدد بها تلك الأنظمة فواتير أزماتها الداخلية والخارجية، إلى أن يقف قائد فلسطيني صادق ويقول: كفى متاجرة بفلسطين والفلسطينيين.

[email protected]