الجمال النسبي!

TT

لا توجد قواعد أو شروط أو صفات واحدة للشيء الجميل أو للإنسان الجميل.. فالذي تراه أنت لا أراه أنا. والذي تراه وأنت صغير لا تراه وأنت كبير.. وأبناء الريف لهم شروط في الجمال لا يوافق عليها أبناء المدن.

وأبناء أفريقيا لهم مواصفات في المرأة الجميلة أو الرجل الجميل لا يتفق معها أبناء آسيا.

والسود والصفر يرون ملامح خاصة بالجمال لا توافق عليها الشعوب البيضاء.

ويحدث كثيرا جدا أن تجد رجلا لطيفا رشيقا وإلى جواره بقرة بيضاء.. وتسأل من هذه؟ فيقال لك: زوجته!

وتندهش كيف يختار الرجل هذه المرأة؟ عبط؟ لا.. أمال إيه؟ مزاج يا أخي.. طبعا هي أشطر منه لأنها اختارت الألطف والأرق والأجمل!

أما لماذا يحدث ذلك؟ فالكلام كثير..

ولكن الخلاصة: إن الجمال نسبي.. يختلف من إنسان لإنسان.. ومن مرحلة من العمر إلى مرحلة أخرى.

وعندما زرت الصين وهونغ كونغ وسنغافورة.. كنت أندهش أول الأمر لهذه الأجسام الدقيقة الصغيرة.. ولكن بمرور الوقت تعودت على أن أرى وأتأمل و«أبحلق» وأفهم.. صحيح أجسام صغيرة ولكنها متناسبة متناسقة جميلة.. الملمس حرير وكل الخطوط متناسقة.. والشعر أسود فاحم لامع.. والعيون شديدة السواد عميقة البياض.. ولكن إيه يعني؟

ولكنها لا تخلو من جمال أيضا.. يعني بعد عدة أيام اعتادت عيني على هذه الملامح الدقيقة الرقيقة والجميلة أيضا. ولما ذهبت إلى الهند وجدت المرأة الهندية صفراء سمراء.. ولاحظت بعد أيام في الهند أن المرأة الهندية جميلة الملامح.. أوروبية الملامح.. بل أجمل من الأوروبيات.. فالعين واسعة والحاجب في مكانه والشفتان دقيقتان والأنف شامخ.. وهذا لو كانت خليطا: الأب هندي والأم إنجليزية.. ففي الهند جمال طبيعي حقيقي!

وإذا كانت المرأة الهندية لا تضحك إلا نادرا، فإن المرأة في إندونيسيا والفلبين لا تكشر إلا نادرا، فهي تضحك طيلة الوقت لسبب ولغير سبب.. ولغير سبب أكثر.. حلوة؟

نعم حلوة.. رقيقة.. وهي وسط بين المرأة الصينية والمرأة الهندية!