الحب كفرشاة الأسنان

TT

قال لي وهو يضحك:

كنت منطلقا بالسيارة أنا وزوجتي في رحلة لصيد السمك عندما لاحظنا جمعا من الناس يقف على شاطئ النهر.. وسرعان ما اكتشفنا أن مصورا صحافيا كان يلتقط صورة لصياد سعيد الحظ مع سمكة ضخمة يبلغ وزنها 11 كيلوغراما..

وبينما كنت أبدي إعجابي بالسمكة قالت زوجتي البريئة الساذجة، إنني على استعداد لعمل أي شيء في سبيل التقاط صورتي مع هذه السمكة حتى أتفاخر بها عند صديقاتي.

وسمعها المصور فقال لها: تقدمي الآن، ثم التقط لها صورة مع السمكة وصائدها الغريب ذي القامة الطويلة والبنيان المتين، وعندئذ شكرت زوجتي الصياد وطبعت على خده قبلة رنانة..

وفي تلك اللحظة، برزت من بين الجمع المحتشد حسناء ذات شعر أحمر، وقالت لزوجتي:

- اسمعي.. إذا كنت من هواة القبل، فقبلي السمكة التي تزن 11 كيلوغراما واتركي الرجل الذي يزن 90 كيلوغراما.. فهو صيدي أنا!

* *

غضب مني أحدهم إلى درجة أنه كاد يشتبك معي بالأيدي، وذلك عندما (دبل كبودنا) و(صجنا) بتفاخره المفرط بنفسه، قائلا إنه يتمتع بالحاسة السادسة التي لا تخطئ.

وبعد أن طفح بي الكيل قلت له: حقا إنك تتمتع بتلك الحاسة، ولكنك للأسف لا تمتلك الخمس الأخرى.

* *

سمعت الفيلسوفة الهندية القديمة (جارجي) بأن في إحدى الغابات البعيدة عالما جليلا عارفا بالله، فرغبت في مقابلته، وبلغت مقره بعد رحلة شاقة، ثم سألت أحد تلاميذه أن يستأذن لها عليه، فعاد يبلغها أنه لا يستطيع استقبالها لأنه في عقيدته لا يقرب النساء. وهنا ابتسمت جارجي وقالت للتلميذ وهي تهم بالعودة من حيث أتت:

- حسنا لقد انقضت بعد هذا رغبتي في رؤيته.

ولما حمل التلميذ إلى أستاذه جوابها، لحق بها وسألها: كيف عزفت عن رؤيتي وقد تجشمت في سبيلها هذه الرحلة الطويلة؟ فقالت:

- لأني عرفت أنك لست عارفا حقيقيا بالله.

وعاد الرجل يسألها: وكيف عرفت ذلك؟ فأجابت قائلة:

- لأن العارف الحقيقي بالله لا يفرق بين أحد من خلقه!

* *

هل صحيح: أن الحب يجب أن يكون شيئا خاصا جدا، كفرشاة الأسنان تماما؟!

أعتقد أنه صحيح، وأبصم بالعشرة.

اللهم إلا إذا كان بعضكم لا يمانع بأن يفرش الغير أسنانهم بفرشاته (!!).

[email protected]