المقالة الهجائية

TT

موضوعي اليوم قد لا يعجب البعض، وقد يؤلم البعض، وقد يقرف البعض كذلك، ولكنني، ومع ذلك، مصرّ على طرحه كنوع من الهجاء أكثر منه نقدا ذاتيا.

ولن أتفلسف وأكثر من الحكي، وإنما سوف أورد لكم حقائق فاجعة، تفرض على رؤوسنا؛ إن كان فيها ذرّة من العقل، أن تتساءل قائلة: إحنا رايحين فين؟!

طبعا كلكم تعرفون أن عدد اليهود في العالم في حدود (20) مليون، وكلكم تعرفون (وتفخرون) بأن عدد المسلمين (مليار ونصف المليار)، والحمد لله، ولكن ماذا لدينا وماذا لديهم؟!

انظروا أولا لأشهر الشخصيات في عالم الابتكارات الطبية (وكلهم وعن بكرة أبيهم يهود)؛ مخترع الحقنة الطبية (بنجامين روبن)، مخترع لقاح شلل الأطفال (يوناس سالك)، مخترع دواء سرطان الدم (اللوكيميا).. (جيرترود إليون)، مكتشف التهاب الكبد الوبائي وعلاجه (باروخ بلومبيرغ)، مكتشف دواء الزهري (بول إرليخ)، مطور أبحاث جهاز المناعة (إيلي ماتشينكوف)، صاحب أهم أبحاث الغدد الصماء (أندرو شالي)، صاحب أهم أبحاث العلاج الإدراكي (آرون بيك)، مخترع حبوب منع الحمل (غريغوري بيكوس)، صاحب أهم الدراسات في العين البشرية وشبكيتها (جورج والد)، صاحب أهم دراسات علاج السرطان (ستانلي كوهين)، مخترع الغسيل الكلوي وأحد أهم الباحثين في الأعضاء الصناعية (ويليام كلوفكيم).

وأشهر الشخصيات في مجال الاختراعات التي غيرت وجه العالم - وكلهم أيضا يهود - مطور المعالج المركزي (ستانلي ميزور)، مخترع المفاعل النووي (ليو زيلاند)، مخترع الألياف الضوئية (بيتر شولتز)، مخترع إشارات المرور الضوئية (تشارلز أدلر)، مخترع الصلب غير القابل للصدأ، الستانلس ستيل، (بينو ستراس)، مخترع الأفلام المسموعة (آيسادور كيسي)، مخترع الميكروفون والغرامافون (ايميل بيرلاينر)، مخترع مسجل الفيديو (تشارلز جينسبيرغ).

لا أريد أن أتكلم و(أدوش) رؤوسكم عن الإعلام والفن (والماركات)، فهذا يطول شرحه، ولكن عليكم أن تدركوا أن الدول الإسلامية مجتمعة تنفق على الأبحاث العلمية ما يعادل فقط (0.2 في المائة)، في حين أن تلك الدولة (القزمة) التي تسمى إسرائيل تنفق ما يزيد على (6 في المائة) من دخلها القومي.

وأختم تلك المقالة الهجائية بالتذكير بأنه على مدار (107) أعوام من إنشاء جائزة نوبل، فاز بها (108) يهود مقابل (3) مسلمين فقط لا غير.

طبعا استثنيت (نصف الجائزة الشكلية) التي حصل عليها كل من أنور السادات وياسر عرفات.

فهل معنى ذلك أن المسلمين، بوضعهم الراهن، إنما هم (كغثاء السيل) مثلما جاء في الحديث الشريف؟!

وأذكر أن إمام أحد المساجد التي أصلي فيها يوم الجمعة أحيانا، كان يدعو في نهاية خطبته أن يقطع الله دابر اليهود عن بكرة أبيهم من على وجه الأرض، وقبل مدّة عرفت أن ذلك الإمام - شفاه الله - قد أصيب بفشل كلوي، وله الآن أكثر من سنة وهو يتردد أسبوعيا على المستشفى لغسيل دمه، حسب الطريقة العلاجية للطبيب اليهودي (ويليام كلوفكيم).

ومن حسن حظ ذلك الإمام أن الله، عز وجل، لم يستجب لدعائه.

[email protected]