عصابة خفيفة الدم!

TT

مهما كانت قدرتك على الملاحظة فأنت لا تستطيع أن تلاحظ كل شيء.. ولا تستطيع أن تلاحظ نفسك وأنت تلاحظ الآخرين!

هذا المعنى هو الذي جعل أحد رجال المباحث المشهورين جدا يقع ضحية عصابة خطيرة.. لكنها خفيفة الدم.. فهذه العصابة الدولية عبارة عن 40 رجلا وامرأة.. يقومون برحلة واحدة في سيارة واحدة، وتحت اسم شركة سياحية معروفة، ثم ينزلون في فندق واحد ويسرقون هذا الفندق. ولم يستطع البوليس أن يهتدي إلى اللصوص.. ولم يتصور أحد أن هؤلاء النزلاء الـ40 هم عصابة واحدة!

وتكررت حوادث السرقة في دول كثيرة.

ففي أول ليلة يوزع اللصوص أنفسهم حسب خطة موضوعة.. بعضهم يذهب إلى المطعم وبعضهم يذهب إلى البار.. والباقون يفتشون غرف النزلاء الآخرين.. وبعد يوم أو يومين تختفي كل أموال ومجوهرات النزلاء.. وتنبه أحد رجال المباحث إلى هذه العصابة. وبدأ يساوره الشك عندما بدأ ينظر إليهم بدقة.. فقد لاحظ أن ملابسهم مختلفة.. ولا يوجد اثنان من الرجال أو النساء يتشابهان في شيء.. وهذا غير طبيعي، فلا بد أن يتشابه اثنان أو ثلاثة في الزي.. ولاحظ أن أحاديث الأزواج في غاية المرح والسعادة.. وكتب رجل المباحث في مذكراته أن هذا غير طبيعي ولاحظ أنهم جميعا يدخنون ويشربون.. وهذا غير طبيعي.. وقرر، بينه وبين نفسه، أن هذه هي العصابة.

وعاد رجل المباحث إلى غرفته ليجد رجال العصابة في انتظاره تحت السرير، أما لماذا شكوا في أمره؟ فقد لاحظوا عند تفتيش غرفته أنه لا يوجد بها ورقة ولا قلم ولا شيء يدل على شخصيته، واستبعدوا أن يكون لصا مثلهم؛ لأن اللص في حاجة إلى أوراق وأقلام وملابس تخفي حقيقة شخصيته، لكن هذا الرجل لأنه مطمئن إلى طبيعة عمله ليس في حاجة إلى دليل.. ولأنه حريص فهو يخشى أن يقع شيء في أيدي اللصوص!

وربطوا رجل المباحث في السرير وهربوا.. لقد فاته أن يلاحظ أنهم كانوا يلاحظونه أيضا!