تجريد محمد علي من الجنسية

TT

احتفلت الإسكندرية أوائل يونيو (حزيران) الحالي بإقامة نصب لشاعر روسيا، ألكسندر بوشكين، الذي جاء جده لأمه إلى موسكو من منطقة تقع بين ما هو اليوم تشاد والكاميرون.. الأولى صارت بلاد حسين حبري، والثانية تفوز بمباريات كرة القدم. وأعجب أن تستقدم الإسكندرية شهيرا آخر، وهي التي ارتبط اسمها بأكبر عدد من المشاهير في التاريخ، وأشهرهم الرجل الذي بناها، الإسكندر بن فيليب، المعروف بالأكبر أو بـ«ذي القرنين».

كلما قرأت اسم أديب غربي أكتشف أنه ولد في الإسكندرية.. وكلما وقعت على اسم ممثل أو فنان أكتشف أنه حمل موهبته من بحر الإسكندرية. ولا أدري ما حاجة المدينة بألكسندر بوشكين، وهي مدينة توفيق الحكيم، أو بالأحرى وهي مدينة قسطنطين كفافيس، أعظم شعراء اليونان المحدثين، الذي أمضى بعض حياته موظفا بسيطا ومترجما عاديا يرفض مغادرة المدينة المتوسطية إلى أي مكان.

لا أريد أن أغرقكم بالأسماء الأجنبية التي نجح أصحابها في الخارج، خصوصا في فرنسا وإيطاليا واليونان، لكن في العينات أن أشهر ممثل مصري جاء منها وكذلك أشهر مخرج: عمر الشريف ويوسف شاهين.. وقبلهما شكري سرحان. وكلما قرأت الدستور المصري الجديد، الذي يمنع من لم يولد في مصر أو من يحمل جنسية أخرى من الترشح للرئاسة، أتساءل إن كانت الجنسية سوف تسحب من محمد علي، مؤسس مصر الحديثة. وعندما وضع الأستاذ طارق البشري مسودة الدستور، لم يخطر له أن مؤسس فرنسا الحديثة كان ملازما من إيطاليا، نابليون بونابرت، وأن أكبر ضباطه كانوا من ألمانيا. وبموجب قوانين دائرة النفوس، يجب سحب الجنسية منهم. أحب أن أرسل إلى الدكتور البشري صورة الحاكمة العامة في كندا اليوم، والتي قبلها: الحالية من هايتي، والساحرة التي قبلها من صين ماو، هونغ كونغ، تايوان، بكين، والله لم أعد أذكر سوى قولها لمندوب الـ«بي بي سي» وهو يمتدح أناقتها «هذا المعطف أهدانيه زوجي قبل ثلاثين عاما». واستدارت ضاحكة، كأنما هي في عرض أزياء.. والذي لم تقله للمستر سامبسون، أنها تتناول طعام الغداء كل يوم في مطعم شقيقي منير، بنحو أربعة دولارات، وتترك نصف دولار إكرامية. وعبثا حاول منير استضافتها ولو مرة واحدة، وفي كل مرة كانت تجيب بضحكتها العالية «منير، في هذه البلاد، ممنوع على موظف الدولة أن يقبل أي هدية، إلا الكتب من المؤلفين». ثم تضحك «مساكين.. جميعهم فقراء».