يا أي إنسان.. إن كنت حزينا اضحك.. إن كنت سعيدا اضحك..
اضحك قبل أن ينصحك الأطباء بالاقتصاد في تحريك الشفتين والعينين.. اضحك فزماننا مليء بالهموم.. إننا غيَّرنا الدنيا حولنا ولم نتغير!!
إننا نقطع المسافة بين القطبين الجنوبي والشمالي في ثوانٍ. ونحتاج إلى سنوات لكي نصل من قلب إلى قلب.. إن عقولنا في العشرين.. وقلوبنا في التسعين.. إننا لم نتغير.. فلا نزال نبكي عندما نولد.. ونظل نبكي مدى الحياة.. ويبكي الناس علينا بعد أن نموت!
هذه الليلة لك.. لا تسأل عن المناسبة ولا تسأل من هو صاحب المولد.. إنه أنت وكل الناس.. وفي استطاعتك أن تولد الليلة دون بكاء..
اخرج من البيت، إلى أي مكان وفي أي وقت.. ستجد الناس كلهم هناك في انتظارك في أجمل ملابسهم وأجمل نسائهم. هناك الموسيقى والطعام والشراب.. املأ حياتك بهم.. انظر إلى وجوه أخرى غير وجهك.. واستمع إلى أصوات أخرى غير صوتك.. اخرج من ملابسك.. من جلدك الحقيقي وجلدك الزائف!
هذه الليلة يجب أن تلقي بها بعيدا.. أن تنساها.. يجب أن تأخذ إجازة من نفسك.. أن تكون اليوم إنسانا آخر.. فأنت نسيت أنك إنسان وفي حاجة إلى الراحة.
أنت الآن بين الناس.. أنت الآن نقطة في بحر حي.. ليس هذا هو المهم.. ليس المهم أن يكون الناس معك.
لكن المهم أن تكون أنت مع الناس.. فمن الممكن أن أتطلع إلى الناس ولا أراهم لأنني سرحان.. فالمهم أن أشعر بالناس.. أن أفتح لهم نفسي ليدخلوا ويضحكوا.. إن الطيور تسبح في الماء لكنها لا تبتل لأن ريشها مغطى بالزيت..
الليلة لك.. وتذكر عروسك والناس حولك ولا تفكر أبدا في المناسبة التي من أجلها يفرح الناس هذه الليلة.. اضحك.. ارقص.. فإن الموت قريب..
اضحك بلا سبب.. بلا مناسبة!
لا تنظر في ساعتك.. فلدينا كثير منها في كل يد وفي كل حائط وفي كل ميدان وفي كل صحيفة.. لكن انظر إلى وجهك في عيني الفتاة التي تجلس إلى جوارك وعش معها.. فالناس لا يعيشون إلا معا.. ولكن عندما يموتون يدخلون القبر فرادى..
اضحك.. فهذه الليلة لك.. ولا تتذكر شيئا من هذا الكلام!