المرأة ترفع ذكاء فريق العمل!

TT

إذا ضم فريق عملك نساء فسيرتفع مستوى الذكاء الجماعي لديكم. هذا ما توصل إليه علماء من جامعة كادنيغي ميلون ومعهد إم آي تي في بوسطن. ونشرت دراستهم مجلة «هارفارد بزنس ريفيو» في نسختها المنشورة في عدد الشهر الجاري.

ونفت الدراسة الاعتقاد الشائع وهو أن فريق العمل إذا ما ضم أناسا أذكياء يصبح أداؤهم كذلك، فبعد أن درس العلماء جيدا عينة من المشاركين، من أعمار حتى سنة، وقدموا إليهم اختبارات ذكاء موحدة ووضعوهم عشوائيا في فرق عمل، وطلبوا من كل فريق إكمال مجموعة من المهام تتضمن عصفا ذهنيا واتخاذ قرارات معينة وحل مشكلات معقدة توصلوا في نهاية المطاف إلى أن ذكاء الأفراد المشاركين كل على حدة ليس هو الذي يرفع مستوى ذكاء الفريق الواحد بل النساء هن من يفعلن.

ولذا قال أحد الباحثين المشاركين في الدراسة إنه يفضل أن يراعي الناس حسن اختيار فريق عمل متجانس ومتنوع من الجنسين حتى يحقق المشاركون فيه أفضل نتيجة ممكنة.

وليس هذا فحسب، بل المرأة لديها قدرات عقلية كثيرة، يمكن أن تثري بها فريق العمل، وآلية تفكير المشاركين فيه، منها تمتعها بقوة الملاحظة وربما هذا أحد الأسباب التي دفعت المسؤولين في المطارات إلى وضع نساء ليراقبن حقائب المسافرين التي تمرر من تحت أجهزة الكشف الآلي.

كما وجد علماء آخرون أن المنطقة المسؤولة عن العاطفة لدى النساء تتفاعل بصورة أكبر من الرجل عندما تحاول المرأة التحدث أو اتخاذ قرارات ما، وهي أمور جيدة تساعدها على أن تراعي الجوانب العاطفية في الموضوع. كما تستخدم المرأة جانبي دماغها أثناء التفكير، ويمكنها القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد كالاستماع إلى نقاشين يجريان في نفس اللحظة، وهذه كلها مهارات تنمي قدرات الفريق وأعضائه.

وفي عصرنا هذا صارت المرأة تتبوأ أعلى المناصب القيادية كسفيرة ورئيسة وزراء وحاكمة، وحتى في سالف الأزمان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير المرأة لرجاحة عقلها. وألم تقل الشعوب في أمثالها المتواترة «وراء كل رجل عظيم امرأة». ولنكن صريحين فمعشر الرجال هم من يسيئون إلى المرأة حينما يعاملونها بنظام «الكوتة النسائية» أو الحصة الواجبة في فرق العمل، كأن نحرص أن نحشر امرأة غير موهوبة أو غير متخصصة في فريق عمل أو برلمان لمجرد أن كل مؤهلاتها هي أنها امرأة! هذا النظام يسيء إلى فريق العمل والمرأة نفسها لأن الناس سوف تأخذ انطباعا سلبيا عنها وربما يصرف البعض النظر كلية عن ضمن النساء مستقبلا في فرق العمل أو غيرها.

ولذا إذا أردت أن تخدم النساء فاختر أفضلهن حتى تذكي المرأة في فريق العمل روح الحماسة وتساهم مع قدراتها المتعددة في رفع سقف الذكاء الجماعي في الفريق. ولكي تضع مساهمتها المتميزة صورة ذهنية إيجابية عنها في أذهاننا نحن معاشر الرجال إذ ما زال بعضنا يفكر ألف مرة قبل ضمن أنثى إلى صفوف فريق عمله!

[email protected]