طرائف سحرة القذافي!

TT

ليس ثمة ما يزرع الابتسامة، رغم الأوضاع العربية المتأزمة، مثل كوميدي السياسة العربية بلا منازع الزعيم القذافي، فقد نشرت «العربية نت» أن ملك ملوك أفريقيا استعان بسمسار سحرة موريتاني شاب تم استقدامه إلى ليبيا مؤخرا وبرفقته عشرات السحرة المتخصصين، كل في مجاله، لمساعدة القذافي في حربه الضروس ضد الثوار الليبيين، الطريف أن القذافي وبعد مفاوضات مضنية مع بيت الخبرة السحري توصل إلى استخدام «حكمة» سموها «قطع الشجرة»، تستهدف قتل أعضاء المجلس الانتقالي وإرباكهم! ظريفة حكاية «إرباكهم»! وهذا يعني مخرجا ذكيا للاتفاقية السحرية مع القذافي، بحيث إذا فشل كوماندوز السحرة في قتل أعضاء المجلس الانتقالي، فعلى الأقل يستطيع قائد الكوماندوز على جبهات القذافي أن يقول بأنه أربكهم!

يقول أحد بنود الاتفاقية السحرية مع القذافي إن المطلوب هو فقط كتابة اسم أحد قادة المجلس الانتقالي على جذع شجرة وقطعها ليموت صاحب الاسم المكتوب! طبعا من حظ القذافي أن الاتفاقية لم تنص على نوعية الشجرة ولا عدد أوراقها، وإلا فستكون كارثة على رأس القذافي لو أن رموز السحر الأفريقي اشترطوا عليه، مع التنصيص السابق، أن تكون شجرة من النوع النادر هبط على أغصانها في يوم قطعها صقر سمين سعيد مع شروق الشمس، وغراب هزيل حزين مع غروبها! لم يفهم كثير من محبي الزعيم الليبي كيف فات على القذافي ساحر السياسة الليبية أن يختار من الأشجار ما يوازي عدد دول التحالف ويضع أسماء زعمائها الغربيين على هذه الأشجار فيحصيهم عددا ويقتلهم بددا ولا يغادر منهم أحدا، بدل أن يسلط قوات السحر الخارقة ضد مجلس انتقالي يصنع ثواره أسلحتهم المتواضعة من خردة مدن الشرق الليبي! بل كيف لم يسلط الزعيم الليبي سحرته لـ«لخبطة» مجلس الأمن وقت التصويت ضد السماح لقوات التحالف بحربه في عقر داره، وكيف لم يقنع القذافي رئيس قسم الشؤون السياسية في اتحاد منظمات سحرة أفريقيا ليطالبوا بأن تكون لهم العضوية الدائمة أو ربما الوحيدة في مجلس الأمن!

لقد حاول المحللون تفسير تهديد القذافي هذه الأيام بنقل الحرب إلى أوروبا وهو الذي يختبئ في مغارات في أعماق الأرض هربا من الضربات الجوية للتحالف، فلم يجدوا غير اتفاقية محتملة بين القذافي وسحرة أفريقيا لتدمير المفاعلات النووية، خاصة في فرنسا وبريطانيا، وربما كان العائق في تنفيذ هذه الاتفاقية عدم وجود كمامات مناسبة للجن الذين اقترحهم السحرة لتدمير هذه المفاعلات! كما لا نتصور أن أحدا فرح بقرار الكونغرس برفض خطة أوباما بالمشاركة القتالية لدعم الثوار الليبيين مثل شيخ ليبي متخصص في الروحانيات والشعوذة سبق له أن هدد أميركا وتركيا، وعلى قناة التلفزيون الليبي، بإشاعة الفوضى في هذين البلدين إذا لم يتخليا عن دعمهما لثوار ليبيا! مؤكد أن شيخ الروحانيات ربط بين التردد الأميركي في مساعدة الثوار وتهديداته، لكن أين شيخ الروحانيات من بث الفوضى في الشرق الليبي المتمرد؟! لعل صواريخ شيخ الشعوذة من النوع العابر للقارات، وليس في ترسانته صواريخ شعوذة قصيرة المدى!

[email protected]