مصر العزيزة: إلى أين؟!

TT

الكل يعرف أن دخل مصر، ذات الأكثر من (80) مليون إنسان، مصدره بالدرجة الأولى يتأتى من قناة السويس، والبترول المحدود، والسياحة، ثم الزراعة والصناعة بدرجة أقل.

ومستقبل مصر، من وجهة نظري القاصرة، يجب أن يرتكز ويتكرس على السياحة أولا وأخيرا، والسياحة أصبحت صناعة وليست لعب عيال.

وهاهي دول لها (شنة ورنة) في مختلف أنحاء العالم تجني من ورائها الشهد - مثلما يقولون.

ومصر حباها الله والتاريخ والموقع بمزايا تندر أن تكون في دولة سواها، فلديها شواطئ تمتد آلاف الكيلومترات مترامية على البحر المتوسط والبحر الأحمر، أين منها شواطئ أوروبا؟ ولديها (الطقس) في الشتاء على وجه الخصوص الذي هو بالنسبة لأوروبا ربيع دافئ، ولا أنسى كذلك قربها من أوروبا الذي يعتبر (فشخة) باللهجة الشامية، أو (فركة كعب) باللهجة المصرية، أو (خن بط) باللهجة الخليجية.

وإن نسيت كيف لا أنسى (الآثار) التي يقال إن لديها ما لا يقل عن (60%) من آثار العالم الأقدم من القديمة؟ ووالله لو أن لدى بعض الدول (الواعية) فقط (10%) مما لدى مصر من الآثار لفعلت الأعاجيب.

كل هذه المزايا التي ذكرتها وغيرها من سماحة الإنسان المصري ولطافته، ومن جمال وادي النيل، ومن الفن و(الفولكلور) والأرياف والصحاري، وحب الحياة للغالبية العظمى من الشعب، كل هذه المعطيات وغيرها جديرة بأن تضع مصر من دون مبالغة ضمن الدول العشر الأوائل من دول العالم في مجال السياحة (الدائمة) التي هي أهم من البترول (الزائل)، ولكن للأسف أن مصر ابتليت كذلك ببعض صغار العقول الذين (لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله أن تنزل على الآخرين).

وهاهم بعض أتباع من يسمون تيارات الإسلام السياسي الخربان يخرجون علينا الآن رافعين شعار: (لا شريعة سياحية)، وبدأوا بالفعل يعلون من أصواتهم مع قبضاتهم، وهاهي السياحة في مصر تتردى، وحسب الإحصاءات المؤكدة أنه منذ مارس (آذار) 2011، فقدت مصر ثلث عائدات السياحة، نتيجة لخروج عدد كبير من السائحين بمعدل (100) ألف يوميا، وترحيل رعايا دول أجنبية، وإلغاء الحجوزات ورحلات السفر، وهذا الكلام ليس من عندي ولكنه من مصادر مصرية رسمية.

وما زال بعض المتشددين يوزعون منشورات على أصحاب البازارات والمنتجعات والمحلات التجارية يقولون فيها بالخط العريض: (السياحة حرام)، وأمامي الآن وأنا أكتب هذا المقال أحد المنشورات، ولو أن مجال هذا العمود يسمح لصورته ووضعته أمامكم.

ولا أدري إلى أين تذهب مصر العزيزة، وفيها مثل هذه النماذج القميئة التي تحتاج إلى الكنس!

[email protected]