خطوط الموضة حيرت المرأة!

TT

عندما أصبحت الممثلة الفرنسية بريجيت باردو نموذجا للأنوثة، كتبت الأديبة الوجودية، سيمون دوبوفوار، بحثا ممتعا.. اتهمت فيه الرجال بفساد الذوق، وأن هذه الطفلة الصغيرة (ب.ب) قد فضحتهم، فإعجابهم بها يدل على أنهم يفضلون المرأة التي هي وسط بين الأنوثة والطفولة!

وعندما وقف الملايين في العالم يتفرجون على تابوت توت عنخ آمون، كان ذلك نوعا من عشق الذات.. فالشبان الذين يتفرجون على الملك الفرعوني يشبهونه كثيرا؛ فهم أيضا وسط بين الرجولة والطفولة.. فهو ذلك الفتى الصغير الذي يثير العطف والإعجاب معا، مثل: جيمس دين وألفيس بريسلي وعبد الحليم حافظ ومايكل جاكسون.. وهو الذي يهز قلوب الرجال ويفتح أحضان الأمهات.

ومعنى ذلك أن الزمن الذي كانت تتصدره جين رسل بصدرها، وكذلك جينا لولو بريجيدا ومارلين مونرو، أي زمن الأنوثة الصارخة، قد مضى وانقضى.

وقد أعجب العرب يوما ما بالمرأة التي ليست في حاجة إلى حركة لأنها ابنة الأغنياء، فالحركة ترف.. يقول فيها الشاعر:

تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل

أي تمشي كالعرجاء في الطين!

وليس هذا الذي نتحدث عنه إلا ذوق الرجل وقد فرضه على المرأة، وحيرة المرأة في التعبير عن حيرة الرجل، وكيف يراها بين الأنوثة والطفولة.. أو كيف يرى أزياءها بين العري الكامل والتغطية الكاملة.. فكل أزياء المرأة هي محاولة مستمرة للتعري والعدول عن ذلك في آخر لحظة.. وقد يكون قرار العدول عند ساقها أو صدرها أو ظهرها.

ويكفي أن تنظر إلى فساتين المرأة لترى قلقها الأنيق الفخم وعذابها الرشيق. انظر إلى خطوط الفساتين: خط الرقبة وخط الوسط وخط الذيل.. وكلها طالعة نازلة منكسرة متعثرة!

والمرأة حائرة بين خطوط الموضة وخطوط الحرية.. والفاصل بين الجنسين.. وهي دائخة بين دواعي الأناقة والجمال ومبادئ الأخلاق وبين الحب والزواج.

والرجال يلاحقون المرأة.. ويحاربون معها ووراءها.. وتؤدي هذه الحيرة إلى القلق والأرق!

ولكن من الذي فعلها، أي من الذي ارتكب جريمة الحيرة؟!

إنهم الرجال.. فهم الذين يضعون الموضة للمرأة.. وكل أدوات الزينة والتجميل.

والمرأة هي التي تقوم بدور السمسار الجميل بين البائع والمشتري.