كانت الأضواء باهرة ساطعة في قاعة المحاضرات.. والأسئلة كثيرة والضيوف الكرام يسألون.. والكلام طويل والوقت قصير.. بعض الأسئلة أجبت عنها والباقي في مكتبي مع عدد من شباب جامعات مصر.. وأسعدني ذلك.. وأنقل هنا بعض الذي قلت.. الإجابة فقط.. وليس من الصعب معرفة الأسئلة..
- الذي ينشر الكتب والذي يوزعها كلاهما يكسب أكثر من المؤلف.. أما إحساسي فهو مثل إحساس حصان السباق عندما يرى الكأس قد أعطيت للجوكي!
- شاعر قديم بسيط قال هذه الحكمة: إن قل مالي فلا خل يصاحبني.. أو زاد مالي فكل الناس خلاني.. فكم عدو لأجل المال صاحبني.. وكم صديق بفقد المال عاداني.
- أو ما قاله شاعر أظرف حاول أن يتفلسف: من كان يملك درهمين تعلمت شفتاه أنواع الكلام فقالا.. لولا دراهمه التي يزهو بها لوجدته في الناس أسوأ حالا.. إن الغني إذا تكلم مخطئا قالوا: صدقت وما نطقت محالا.. أما الفقير إذا تكلم صادقا قالوا: كذبت وأبطلوا ما قالا!
- الحضارة الإنسانية مثل النهر والشاطئين.. فالمجرى به كثير من الدم والسرقة والصراع.. بينما على الشاطئ أناس يبنون ويزرعون ويغنون ويرقصون ويحبون ويرسمون اللوحات.. والمتشائمون هم الذين يسجلون ما يجري في النهر.. والمتفائلون يسجلون ما يحدث على الشاطئ.. لكن الحضارة هي النهر والشاطئان معا!
والمدارس والجامعات ليست إلا محطات إذاعية لذلك كله.. والمستعجل ليس متحضرا!
- الأديب الشاب كالفتاة الجميلة عندما تقول لك: قل لي الحقيقة.. صارحني.. فهي لا تقصد ذلك وإنما تريدك أن تمتدحها!
- الثقافة هي كل أشكال الفن والحب والفكر التي جعلت الإنسان قادرا على أن يتحرر أكثر.
- ما سخرية القدر؟ أن تبحث عن رجل أمين في ضوء مصباح مسروق! ما مزايا الأنانية؟ ألا تتحدث عن أحد سواك!
- الحرية هي حقك في الاختيار وفي أن تصنع لنفسك بدائل عن هذا وذاك.. ومن غير حرية للاختيار فلست إنسانا.. وإنما أنت أداة.. شيء.. لا شيء!
- إما الحرية وإما الأمان: أبدا.. الاثنان معا وإلا فلا!
- المجتمع الحر هو الذي لا يخاف فيه الإنسان أن يختلف عن الآخرين!
- بدلا من أن تقابل أعداءك بلطف حتى تكسبهم.. عامل أصدقاءك بلطف حتى لا تخسرهم!
- ما الشيء المؤكد؟ الموت.. ما الشيء المستمر؟ التغيير.. من الذي ينام بعمق كالأطفال؟ من ليس عنده أطفال!! ما الذي يجعل الأطفال ينامون هكذا بعمق؟ لأنه ليس لهم إلا حاضرهم.. لا ماضي يندمون عليه ولا مستقبل يخافون منه!