تركيا تسعى لهدنة في ليبيا قبل رمضان

TT

في إطار استعداداته لاستضافة نظرائه لعقد اجتماع «لجنة الاتصال المعنية بليبيا» في إسطنبول في 15 و16 يوليو (تموز)، دعا وزير الخارجية التركي، الخميس، لإقرار حل للأزمة الليبية قبل شهر رمضان، حتى لا تتردى الأوضاع في الدولة الشمال أفريقية أكثر.

وقال أحمد داود أوغلو أمام حشد من الصحافيين داخل قصر سيراغان التاريخي المطل على البوسفور، حيث يعقد الاجتماع الرابع للجنة الاتصال المعنية بليبيا: «إذا لم يقر وقف لإطلاق النار واستمرت الغارات الجوية خلال رمضان، سيعد ذلك بمثابة هدية للقذافي».

ويترك ذلك قرابة نصف شهر فقط أمام مجموعة الدول المعنية؛ ذلك أن رمضان سيبدأ في الأول من أغسطس (آب).

وبدا أوغلو فخورا وهو يقول إن المقترح التركي ستجري مناقشته كخارطة طريق للتوصل لحل للحرب الأهلية الدائرة في ليبيا.

ويمكن إيجاز خارطة الطريق التركية المقترحة على النحو التالي:

- أولا ينبغي إعلان وقف لإطلاق النار بين قوات القذافي في طرابلس وقوات المعارضة، ومقرها بنغازي. وينبغي مراقبة هذا الوقف من جانب الأمم المتحدة.

وقال أوغلو إن «تركيا على استعداد للمشاركة في قوة المراقبة».

- بعد ذلك، ينبغي توفير الاحتياجات الأساسية في المدن التي تعصف بها الاضطرابات، مثل المياه والغذاء والوقود، تحت رعاية الأمم المتحدة.

- قال أوغلو: «في تلك الأثناء، ينبغي السعي لصياغة استراتيجية خروج للقذافي من السلطة، لكن ليس بالضرورة البلاد، وذلك من خلال تعديل قرار الأمم المتحدة رقم 1973 إذا لزم الأمر».

وعندما سأل أحد الصحافيين عما إذا كان ذلك يعني «الحل على غرار ما حدث مع مبارك»، أجاب أوغلو: «ربما».

وسأل آخر عما إذا كان سيكون من الآمن بالنسبة للقذافي البقاء في البلاد في ظل هذه الظروف، أجاب أوغلو مبتسما: «حال التوصل لاتفاق، لن تكون تلك مشكلة».

- يتضمن المقترح التركي إنشاء لجنة إعادة هيكلة لأي نظام جديد في ليبيا ما بعد القذافي. وطبقا للمقترح، سيتشكل الجزء المحوري من اللجنة من خمسة أفراد: من اثنين من طرابلس بحيث ينالان قبول بنغازي، واثنين من بنغازي يلقيان قبولا من طرابلس وخامس يختاره الأربعة يحدد أساس دستور جديد في ليبيا.

- واحدة من أكثر المقترحات المثيرة في مسودة خارطة الطريق التركية تجنب أعمال الانتقام بعد القذافي. تعتقد أنقرة أنه من الضروري استخلاص دروس من عملية تفكيك حزب البعث المدمرة في العراق، التي يجري النظر إليها الآن باعتبارها السبب الرئيسي للمعارضة التي يواجهها النظام الجديد الذي أقيم في البلاد.

وينعقد مؤتمر ليبيا في وقت تعاني فيه العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي توترا بسبب قضية قبرص. وقال أوغلو في يوم سابق إنه حال عدم التوصل لحل لإعادة توحيد شطري قبرص اليوناني والتركي بحلول عام 2012، فإن تركيا ربما تقدم على تجميد علاقاتها السياسية مع الاتحاد الأوروبي ولن تعترف بجمهورية قبرص الخاضعة للإدارة اليونانية.

وعندما ذكره البعض برد فعل مفوض شؤون توسع الاتحاد الأوروبي، ستيفان فويل، الذي قال: «إن الوقت لم يكن مناسبا لإطلاق هذه التصريحات»، أجاب أوغلو: «على العكس، أعتقد أن الوقت مناسب لقول هذا. إننا نحاول دعوتهم لاتخاذ إجراءات قبل أن يفوت الأوان. وهذا ما نحاول فعله في ليبيا أيضا».

* بالاتفاق مع صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية