العلم أقدر من العفريت!

TT

عند الإغريق أن الحقيقة جاءت إلى الناس عريانة! فاستداروا، لا يحبون أن يروا هذا العيب.

فعادت إليهم الحقيقة وقد تغطت.. فأقبلوا عليها.. وكان معنى ذلك أنهم لا يحبون الحقيقة.. ولا يحبون الصراحة. وتعلمت المرأة أن الرجل يفضل «ورقة التوت» فتغطت.. ثم قام الرجل بتطوير أوراق التوت.. فجعلها أكبر وأكثر وجعلها شفافة وكأنها هناك وليست هناك.

وعند الإغريق أيضا في إحدى حفلاتهم أتوا بشاب جميل وغطوا جسمه كله بالذهب.. فمات! فلم يكونوا يعرفون خطورة سد المسام في جسم الإنسان.. فالسموم التي لم تخرج من الجسم مع قطرات العرق قد ارتدت إلى الجسم لتقتل صاحبه.. فلا ورقة توت واحدة ولا ثوب كله من الذهب.. وإنما أوراق توت ذهبية بمساحات مختلفة وفى أماكن مختلفة.. أي بعض الحقيقة اللامعة!

والخلاف بين الرجل والمرأة مستمر.. هو يريد أن يعرف.. وهي تريد أن تقول.. وهو يكره الصراحة إلا قليلا.. وهي تكره الاعتراف إلا قليلا..

والحديث الشريف يقول: «ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما».

ويمكن أن يقال: ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان أحدهما!

فالمرأة ترى الرجل إبليسا.. والرجل يراها شيطانا..

فليكن! فلا بديل عن المرأة ولا بديل عن الرجل.

***

والمشكلة إغريقية أيضا، فعند خلق العالم اجتمع الآلهة فوضعوا الذكر والأنثى في جسم واحد.. ثم قسموه إلى نصفين، ولخبطوا هذين النصفين ملايين الأنصاف.. ليظل الإنسان طوال عمره يبحث عن نصفه الآخر.. أو يتوهم أنه وجده.. ليكتشف بعد ذلك أنه لم يجد نصفه الآخر.. وإنما يحاول أن يداري العيوب حتى يفلح في «توليف» نصفه الذي يحلم به.

وقالوا: الرجل لعبته المرأة! وقالوا: والمرأة لعبتها الشيطان!

أي أن الرجل يلعب بالمرأة التي تلعب بالشيطان في داخلها وفى داخل الرجل..

ولكن العلم والفهم والحيلة أقوى من الشيطان.

والقرآن الكريم يحدثنا عن ذلك.. فعندما جاء الهدهد إلى الملك سليمان ينقل إليه كيف وجد عرش بلقيس، ملكة سبأ، أراد الملك أن يحضروا له هذا العرش فورا ليراه.

«قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ».

أي بعد ساعة أو ساعتين.. «قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ».. أي بعد ثانية أو أقل من ذلك!

وكان ذلك دليلا على أن صاحب العلم أقوى من العفريت!

فالعلم قوة أعظم من أي قدرة شيطانية!