هل الجوع كافر أم لا؟!

TT

حذرت (جبهة علماء الأزهر) من النشاط التنصيري الذي بدأ يأخذ شكلا علنيا خلال الفترة الأخيرة في جميع أرجاء مصر عبر وسائل شتى، والذي وصل إلى مسجد السيدة زينب بالقاهرة، مستشهدة بإعلان لإحدى الهيئات القبطية عن إيواء المشردين في خطوة قالت إن الهدف منها تنصيري في المقام الأول. كما استشهدت كذلك بلافتة كبيرة وضعتها جمعية العلاقات الإنسانية التابعة للهيئة القبطية الإنجيلية أمام مسجد السيدة زينب بالقاهرة لإيواء أطفال الشوارع الذين فاق عددهم في مصر مليونا ونصف المليون مشرد.

وأشارت الجبهة في بيان لها إلى وجود علاقة تعاون وثيقة بين مؤسسة أميركية نشطة في التنصير على مستوى العالم، وشركة اتصالات مصرية في دعم ومساعدة الفقراء في صعيد مصر عبر الاشتراك مع الشركة المصرية المملوكة لرجل أعمال مصري شهير في حملة خيرية تم الترويج لها طوال شهر رمضان الماضي على مدار الأشهر الماضية.

قد يبدو لبعض من يقرأ هذا الكلام أنني مؤيد لكلام (جبهة علماء الأزهر)، وأسارع للنفي قائلا هذا ليس بصحيح، بل إنني أزيد فوق ذلك قائلا كثر الله خير من يؤوون الأطفال المشردين، وكثر الله من أمثالهم حتى لو كانوا من أي دين.

أعرف أن كلامي هذا قد يكون مستفزا للبعض، ولكن ألا يؤلمهم (مليون ونصف المليون مشرّد) في شوارع القاهرة؟!، ألا يعلمون أن (الجوع كافر)؟!

هل يستلذون بمنظر أسمالهم وأمراضهم وجهلهم؟!

لماذا بعض المسلمين لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تنزل على الغلابة؟!

* * *

منعت طفلة أسترالية في السادسة من عمرها من ركوب الحافلة المدرسية بسبب رد فعلها (الغاضب) على تعليقات ساخرة تعرضت لها بسبب حجابها، بحسب صحيفة (نورذرن تريتوري نيوز) التي أورت هذا الخبر قائلة: إن هذه الطفلة طلب منها صبي في السابعة من عمره مرارا أن تنزع حجابها، فردت عليه غاضبة بمحاولة نزع سرواله، وبناء على ذلك منعت ووالدها المهاجر الإيراني من ركوب الحافلة لمدة عشرة أيام مع أن منزلها يبعد 60 كلم عن المدرسة الواقعة في منطقة أوتباك الشمالية.

طبعا أنا ضد منع ركوب هذه الطفلة ووالدها من ركوب الحافلة، ولكنني في نفس الوقت أتساءل: في أي شرع تلزم طفلة لا يتعدى عمرها (ستة أعوام) بارتداء الحجاب؟!، أي (تنطع) هذا، وأي غباء؟!

وبما أننا بصدد الحديث عن الأطفال، فقد كنت قبل عدة أيام في منزل أحد الأصدقاء، ودخل علينا طفله الشقي ذو الخمسة أعوام، وطلب من والده شيئا ورفض والده ذلك، فما كان من الطفل العفريت إلا أن يشتم والده قائلا «يلعن أبوك»، فاستشاط والده غضبا، وهب من مكانه يلحق به يريد أن يضربه، فسقط الطفل على الأرض خائفا وهو يرفع يديه قائلا لوالده: أتوب، أتوب يا بابا، يلعن أبويا أنا لا تزعل.

[email protected]