على بشار الأسد أن يتنحى

TT

قُتل عدد كبير في حماه بسوريا على مدى الأيام الماضية. وعلى الرغم من الهجوم المستمر من قبل القوات التابعة للنظام، ما زال السوريون مستمرين في التظاهر بالآلاف، في دلالة واضحة على شجاعتهم ودفاعهم عن قضيتهم ورغبتهم في الحصول على أبسط حقوق الإنسان ومبادئ الكرامة الإنسانية. توصلت أنا وأعضاء آخرون في مجلس الشيوخ - بالنظر إلى الرعب الذي يهيمن على سوريا - إلى أن النظام السوري غير قادر على إجراء إصلاح حقيقي. لقد فقد النظام شرعيته، وعلينا أن نبعث برسالة مباشرة واضحة إلى ديكتاتور دمشق، مفادها أن الأسد يجب أن يتنحى. ينبغي ألا يتحمل الشعب السوري قسوة هذا النظام ووحشيته بعد اليوم، ولا أن يعاني السوريون في الخارج أيدي النظام الرهيبة. زار صخر حلاق الولايات المتحدة في مايو (أيار) الماضي لحضور مؤتمر طبي، ولدى عودته اختفى صخر، وهو شقيق مواطن سوري حصل على الجنسية الأميركية، ومن الباحثين المحترمين في مجال الأورام. واتصلت زوجته بالسلطات، التي أكدت أنه رهن الاعتقال وأنه سيطلق سراحه عما قريب. في اليوم التالي، تحدثت السلطات مع زوجة صخر وابنته وأخبرتهما مرة أخرى بأنه سيطلق سراحه.

بعد يومين، تم العثور على جثة صخر في قرية تبعد نحو 12 ميلا جنوب حلب، التي تقع في شمال سوريا، وهي مسقط رأسه. ووجدوا كسورا في بعض عظامه. نفت السلطات السورية إلقاء القبض على صخر وقالت إن جثته وُجدت في خندق على جانب الطريق.

لم يكن صخر ناشطا سياسيا، ولم يشارك في مظاهرات، لكن «جريرته» الوحيدة كانت - على ما يبدو - حضوره مؤتمرا وزيارته لشقيقه في الولايات المتحدة.

يحكم بشار الأسد سوريا بالقوة والقمع منذ عام 2000 خلفا لأبيه حافظ الأسد. وينظم السوريون الاحتجاجات منذ مارس (آذار) الماضي عندما ألقت السلطات القبض على 15 تلميذا في مدينة درعا بسبب كتابة شعارات مناهضة للنظام على الجدران. وقيل إن هؤلاء الأطفال قد عُذبوا أثناء الحبس ولجأ النظام إلى العنف والقوة عندما طالب آباؤهم وآخرون في الحي بإطلاق سراحهم. وفي غضون أسبوع قتلت قوات الشرطة 55 شخصا.

لقد شاهد العالم تصاعد وتيرة العنف في الربيع والصيف في ظل محاولات الأسد التمسك بالسلطة بكل ما أوتي من قوة. وفي ظل الإرهاب الذي يمارسه الأسد، لا يمكننا أن ننسى دعمه للإرهاب خارج سوريا. سيكون لسقوط نظام الأسد تداعيات كبيرة في المنطقة؛ حيث سيضعف الحرس الثوري الإيراني، الذي لن يكون له موطئ قدم في دمشق، كذلك سوف يحد من قوة حزب الله في لبنان، الذي ما زال يكدس الأسلحة التي يتلقاها من سوريا، ويضعف قدرة حماس على تنفيذ عمليات إرهابية في غزة.

يمكن لحلفائنا العرب وتركيا الاضطلاع بدور مهم وحيوي في الضغط على الأسد لما يتمتعون به من علاقات اقتصادية ودبلوماسية مع سوريا، وهو ما تفتقر إليه الولايات المتحدة. وينبغي أن يبذل كل من الكونغرس والإدارة الأميركية جهودا لاستغلال هذه العلاقات في التوصل إلى حل إقليمي شامل للأزمة التي تشهدها سوريا. كذلك ينبغي الثناء على حلفائنا الذين رفضوا نظام الأسد.

على الجانب الآخر، على الولايات المتحدة الاستمرار في الدفع باتجاه استصدار قرار من مجلس الأمن يدين ممارسات النظام السوري.

ويعتبر بيان مجلس الأمن الأسبوع الماضي خطوة إيجابية، لكن يجب تعزيزها بقرار قوي. يجب الاستمرار في القيام بمحاولات تحد من قدرة النظام على القيام بأعمال خارج سوريا. وأعلن الاتحاد الأوروبي تجميد الأصول السورية الأسبوع الماضي ومنع 5 مسؤولين حكوميين وعسكريين من السفر. ويجب على المجتمع الدولي أن يتجه إلى التفكير في توسيع نطاق العقوبات بحيث يشمل القطاع المصرفي ومجال الطاقة.

ويسعى دبلوماسيونا، بقيادة روبرت فورد، لتحقيق المصالح والقيم الأميركية في الخارج. أوضحت آخر رحلة لفورد إلى حماه، التي قابل خلالها مواطنين سوريين وعبَّر عن دعمه لحقهم في التظاهر السلمي، أن أهم قيمة أميركية، وهي الحق في التمثيل الديمقراطي، تقع على المحك في سوريا.

ويقدر عدد السوريين، الذين قُتلوا من أجل تحقيق نظام ديمقراطي وكرامة إنسانية منذ الربيع الحالي، بنحو ألفي شخص، هذا فضلا عن هؤلاء الذين تعذبوا وبقوا على قيد الحياة. يمكن أن نكرم ذكرى صخر حلاق ومئات الآخرين من خلال دعم التغيير الديمقراطي في سوريا.

* عضو في الحزب الديمقراطي من ولاية بنسلفانيا رئيس لجنة العلاقات الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وجنوب ووسط أفريقيا في مجلس الشيوخ

* خدمة «واشنطن بوست»