إلى المصريين: لا تنسوا رامي!

TT

الواضح من رد فعل المصريين، بجل شرائحهم، على العدوان الإسرائيلي بسيناء أن المصريين نسوا، أو لم يتنبهوا وقت ثورتهم، للتصريحات التي أدلى بها رامي مخلوف، ابن خال رأس النظام السوري بشار الأسد، مع اشتداد الثورة السورية.

ففي مقابلة مع صحيفة الـ«نيويورك تايمز» بمايو (أيار) الماضي قال رامي مخلوف: «لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا. لا يوجد مخرج، ولا أحد يضمن ما سيحدث بعد حدوث أي شيء لهذا النظام»! مضيفا: «لا تدعونا نعاني، لا تضعوا المزيد من الضغوط على الرئيس، لا تدفعوا سوريا للقيام بأي شيء لا تريد القيام به». إلى أن قال: «يجب أن يعلموا أننا حين نعاني لن نعاني وحدنا»!

حسنا، ما الذي حدث بعد ذلك؟ زف نظام الأسد الفلسطينيين للحدود الإسرائيلية مع الجولان، بعد فشل تجربة الحدود اللبنانية، ولم تنجح أيضا الخطة من ناحية الجولان، حيث قتل من الفلسطينيين من قتل، ووصلت الرسالة واضحة للأسد من إسرائيل، فحاول النظام الأسدي تجربة أمر آخر، وهو مغازلة إسرائيل من خلال الاعتراف بحدود 1967، عدا عن رسائل النظام الأسدي لأميركا منذ اندلاع الثورة السورية بأنه جاهز للسلام، ولم يفد كل ذلك لتهدئة السوريين الثائرين، وبعد ذلك جاءت المحاولة من غزة، وسيناء لإنقاذ نظام الأسد المتهالك، وكل ذلك بالطبع يتم بمساعدة إيرانية.

وعليه؛ فإن السؤال، بل الأسئلة، للمصريين اليوم هي كالتالي: هل تريدون الرقص على إيقاع الأسد؟ هل تريد مصر الثورة رفع الضغط عن نظام يقتل بالسوريين أكثر مما قتل الإسرائيليون بحربي لبنان وغزة؟ هل تريد مصر الخوض بصراع عبثي لا ناقة لها فيه ولا جمل فقط من أجل خدمة الأسد؟ وهل نسيت مصر تصريحات رامي مخلوف؟

أمر مذهل حقا، فصحيح أن من حق المصريين الغضب، واتخاذ مواقف، لكن لماذا، ولمصلحة من، وما هي الأهداف المرجوة؟ أسئلة لا بد من الإجابة عنها بعقل وتعقل، فمصر ليست غزة، ولا الضاحية الجنوبية، مصر لم تشفَ من جراحها بعد، وما زالت تبحث عن طريقها نحو إعادة البناء والانطلاق، وليس الدخول بحرب الدفاع عن الأسد، ولذا فعلى المجلس العسكري المصري اليوم ممارسة أكبر قدر ممكن من الانضباط، وعدم الانصياع خلف الهيجان العاطفي، فحتى تركيا وبعد مقتل تسعة من مواطنيها على السفينة المتجهة لغزة لم تلوح بالحرب كما يقول البعض بمصر اليوم.

القضية ليست تخاذلا، بل لحساب المصالح الوطنية، فالأجدى اليوم بمصر أن يقف القادة السياسيون جميعا، سواء البرادعي أو عمرو موسى، وغيرهما، وقفة عقل، لا أن يقوموا بمزايدات لا معنى لها، وخصوصا الإخوان المسلمين الذين لا يعقل أن يقبلوا الدفاع عن الأسد وخذلان السوريين! وعلى المصريين أن يسألوا أنفسهم سؤالا تأخر كثيرا وهو: إلى متى تكون مصر لعبة بيد فلسطينيي إيران، أو الأسد، أو حسن نصر الله؟

مصر أكبر من هؤلاء يا سادة، وأكبر من رامي مخلوف، وبالطبع أذكى من نتنياهو وعصابته!

[email protected]