إسرائيل المجرم الأكبر

TT

إسرائيل دولة مكروهة، مهما حاولت أن تلمع صورتها أمام العالم، فهي تظل مكروهة.. دولة مارقة بامتياز، وتفتخر بكل وقاحة بقدرتها على كسر الأنظمة واحتقار القوانين والاستهتار بالمواثيق والقرارات الدولية، وتدير شؤونها بأسلوب هو الأقرب للأسلوب النازي والفاشي. ولعل الفاصل الوقح الأخير هو الذي حصل من قبل السلطة شبه النازية في إسرائيل وهي تدك قطاع غزة بفلسطين بشكل عشوائي موتور فتقتل النساء والأطفال والشيوخ والرجال دون أي تحديد للهدف ولا تمييز للمستهدف، ولكنه الأسلوب الذي تعودت عليه إسرائيل منذ ولادتها وربت على أن تكون غير شرعية متمردة على كل النظم والقوانين. ولم تكتف إسرائيل بهذه الوقاحة، ولكن تمادت باعتداء سافر وقتل بدم بارد أفراد من حرس الحدود المصريين بعد توغل قوات إسرائيل بشكل مخالف إلى العمق المصري بسيناء، وذلك بحسب ما صرح به مندوب قوات حفظ السلام الدولية.

إسرائيل «صعدت» رد فعلها بخصوص حادث الاعتداء على الشاحنتين في إيلات بشكل مبالغ فيه.. جانب رد الفعل المبالغ فيه كان لأجل إزالة الغضب الشعبي المتزايد داخل إسرائيل والمحتج على الأوضاع المعيشية بخصوص الغلاء والفساد ومشكلات الإسكان، وكذلك لشغل الناس عن الساحة السورية الملتهبة؛ فإسرائيل قلقة جدا من أن تخسر أهم منطقة هادئة لها وهي الحدود مع سوريا، فالنظام السوري متعهد ضمنيا بعدم المساس ولا التعرض لمنطقة الجولان أبدا، وهو ما أثبتته الأيام، فلذلك، هي تود شغل الرأي العام عن ما يحدث في سوريا.

ولكن النظام الإسرائيلي المجرم بلغ من عنصريته وجبروته مدى غير مسبوق من الوقاحة، والعالم يستمر في صمته، وبعد أن طالب الفلسطينيين بالاعتراف بـ«يهودية» إسرائيل، ها هي المؤسسات والشركات الإسرائيلية تعلن عن وظائف في الصحف والتلفزيون للمواطنين «العبرانيين» فقط؛ وذلك في شكل فج من التفرقة والتمييز العنصري الذي تمنعه كل الأعراف والقوانين الدولية بكل معانيها، وهي بذلك تستثني خمس سكان إسرائيل المواطنين المسمين «عرب 48». وبقتل حرس الحدود المصري، أطلقت إسرائيل شرارة في قلوب المصريين تطالب بإعادة قراءة بنود اتفاقية السلام مع إسرائيل لتسمح بوجود كبير للجيش المصري على الحدود لحمايتها، لأن بنود الاتفاقية لا تسمح بالوجود حتى عمق كبير داخل سيناء، مما يعطل ويعوق الحراك العسكري المطلوب لحماية الحدود.

ومن المعيب أن يتم إقناع الناس أن ما قام به باراك وزير الدفاع الإسرائيلي، اعتذار، بينما في الواقع أنه أبدى أسفه.. وكالعادة، قدمت الصورة مزيفة. ومن المعيب أيضا بحق جامعة الدول العربية أنه بعد سقوط ثلاثة قتلى في غزة، تنتفض الجامعة لتطلب اجتماعا طارئا لمناقشة هذا الحدث الجلل، بينما أمينها العام كان يعتبر المذبحة الحاصلة من النظام السوري الدموي بحق شعبه التي أودت بحياة 4 آلاف حتى الآن، إصلاحا.

إسرائيل وسوريا نموذجان للدول الخارجة عن القانون.. عار على العالم التعامل معهما إلا كمجرمين.

[email protected]