الزمن: أي وقت من النهار أو الليل.. الزمن يمر ببطء أو بسرعة.. تحسبه ساعة في يد أو على حائط أو في ميدان.
المكان: أي مكان.. له باب مقفل.. في الدور الأرضي.. في السطوح.. في سيارة.. في طيارة.. دافئ.. بارد.. تسكن فيه أو تملكه.. وحدك أو مع غيرك.
الأشخاص: كثيرون.. قطعا أنت واحد منهم.. تتكلم أو تعارض.. يجيء اسمك على لسان واحد منهم.. ستجد نفسك.. أو واحدا شبيها بك.. فكل الناس يشبهون كل الناس في معظم الأوقات.. خصوصا عند الولادة وعند الوفاة.. ينزلون من بطن الأم إلى وجه الأرض عراة.. ومن وجه الأرض إلى بطن الأرض عراة.. كل إنسان يولد وحيدا.. ويموت وحيدا.
لا يعرف لماذا يولد ولا يعرف لماذا يموت.. وحياته هي أن يَسأل ويُسأل ويبحث عن جواب.. يجيء الموت فيخطف الأحياء.. وتبقى الأسئلة وورقة الإجابة.
هي: لا بد أن أتكلم.. لا بد أن أقول أي شيء.. من الممكن أن يعيش الإنسان وقتا طويلا بلا طعام وبلا شراب ولكن لا أتكلم؟.. لا أستطيع.. إنني لا أريد منك أن تسمعني.. وإنما لا أريد أن أبدو مجنونة فأتحدث إلى نفسي.. دعني أكلمك.. بل دعني أتكلم على مسمع منك.. بل دعني أتكلم في حضورك.. لا تدر وجهك إلى الناحية الأخرى.. يكفي أنك أدرت أذنيك وأقفلت عينيك.. يكفي هذا.. يا بختك يا أخي.
يا بختك.. تتحكم في كل شيء.. حتى قلبك جعلته وراء ظهرك.. أنت كنساء الاسكيمو يحملن أطفالهن على ظهورهن وأنت تحمل كل شيء على ظهرك وترميه عندما تريد.. دعني أشعل لك هذه السيجارة.. إنها العاشرة.. هذه الأيام تدخن كثيرا.. ليتني أعرف ماذا تعني هذه السجائر بالنسبة لك! أهي لذة إحراق شيء؟ أهي لذة إشعال شيء والتفرج عليه؟ كل الناس عندك سجائر يستحقون الحرق.. أو كل كلامك سجائر ملفوفة رقيقة.. ثم هي بعد ذلك دخان في الهواء!
أعرف أن كلامي هذا ليس جديدا عليك.. ممل.. أعرف.. قلته أنا قبل ذلك.. إنني عصفور يغني لحنا واحدا وأنت لحني الذي أغنيه وأبكيه.