جمالها هو كل مؤهلاتها!

TT

ألم يحدث أن وقعت في مطب مثل هذا المطب الصحافي؛ أن تجري حديثا مع واحدة كل مؤهلاتها أنها جميلة جدا؟ فلا الفلسفة ولا الأدب ولا السياسة.. ولا أي شيء في الدنيا يهمها إلا الاطمئنان على مسار العمل من شعرها حتى طلاء أظافرها. وكان لا بد أن أجري حديثا، ولجأت إلى هذه الحيلة: أن أتحدث عن جسمها فقط..

أنا: من أين جمال عينيك؟ هي: من ماما. ووجهك ونظرتك اللاسعة؟ من جدتي، فهي إيطالية فرنسية. وتمارسين أية رياضة؟ لا. وكيف صار لك هذا القوام البديع؟ لا أعرف. لا بد أن يكون طائرك المفضل هو الطاووس؟ لا، طائري المفضل هو اليمامة.. ولماذا اخترت الطاووس؟ لأن كل فساتينك عبارة عن ألوان فوق ألوان، وأنت تحركين الألوان كما يحرك الطاووس جناحيه وريشه، كأن عاصفة تهب عليه.. هو الذي يفتعل العاصفة لكي يغرقنا في ألوانه.. من قال لك إنني ذئب؟ أنت؟ أنت ذئب؟ أبدا، أنا أقول: إنك ذئب!

أنت لم تقولي، ولكن استخدامك لكل هذه الذخيرة الحية ضدي.. نظراتك، لمساتك، همساتك، ريشك، عطرك.. كل هذه أسلحة قادرة على أن تقتل أي حيوان ابتداء من الذئب حتى الأسد، مع أنني أضعف من هذا بكثير جدا.

* أنا أعرف أن نظرة واحدة تكفي للقضاء عليك، صح؟! وهفهفة من عطري، صح؟!

- أُمال سيادتك قد شهرت وشحذت كل هذه الأسلحة ضدي لماذا؟

* في وجهك أنت؟

- نعم.

* أبدا، إنني أنظر إلى نفسي في المرآة وأجرب أسلحة على نفسي، وكلها أسلحة مرتدة، فأنا كالذي يجلو سلاحه. هل تعلم أن المرأة عندما تذهب إلى أي حفلة فهي مشغولة بالنساء الأخريات، وهي تحاول أن تتفوق عليهن بالتدريبات والهجمات على الرجل.. كل هذا من أجل الفوز برجل، والمرأة ليس في نيتها أن تقتل رجلا معينا، ولكن يسعدنا أن يكون لنا ضحايا.. صرعى، هنا وهناك، فهل تصورت لحظة واحدة أنك أنت المقصود؟

- غلطة مني! ولكن أحب أن أقول لك: ولا نظراتك ولا همساتك ولا فساتينك، ولا شيء من هذا كله قد هز شعرة من رأسي، وأحب أن أقول لك: إن أية فلاحة أبرع منك.. الفتاة الفلاحة تذهب إلى الترعة وقد ارتدت فستانا أسود، ورفعت طرف الفستان لينكشف جانب من الساق، والبلاص على دماغها يجعلها ترفع صدرها إلى السماء، ثم تتعمد سقوط الماء على صدرها ليلتصق الثوب بصدرها، وهذه هي الفتنة الطبيعية، وهي أروع وأبدع من الفبركة والصبغة والألوان!