ألا تكون لهن صدور!

TT

من ألوف السنين أحست المرأة بأنها ضعيفة وأنها تضيق بهذا الضعف الذي يؤكده الرجل نثرا وشعرا وسلوكا.. ففي أساطير الإغريق، ظهرت «الأمازونات» – أي النساء اللائي قررن ألا يتزوجن فلا يحملن ولا يرضعن.. ولذلك، نزعن أثداءهن.. حتى إذا حملن السلاح على صدورهن لم تعُقهن هذه البروزات العضوية!

وعند الإغريق أن النساء هجرن الرجال وأقمن في جزيرة «لزبوس» وكان أول مجتمع بلا رجال.. أي لا يعتمد على الرجال.. هربا من إذلال الرجال والنساء!

وعندما سارت المظاهرات في نيويورك من عشرات السنين كشف النساء عن صدورهن تماما.. وكان المعنى: إن الصدور التي حرص الرجال على أن تخفيها المرأة دليلا على الحياء وإثارة للرجال قد كشفتها، فالمرأة لم تعد تهمها كل مشاعر الرجل.. فهي لا تهمها إلا حريتها.. وإلا استقلالها وإلا رأيها هي..

أما هذه الآراء الموروثة المغروسة والمغروزة في أعماق المرأة، فهي من صنع الرجل ولإرضاء مزاجه الخاص!!

فكانت هذه المظاهرة وغيرها تمردا على الرجل الذي سجنها ألوف السنين في سجنين: في البيت.. وفي نظريات كاذبة تجعل المرأة تزداد ضعفا.. ويزداد الرجل قوة!

وتعالت صرخة الرجال يقولون: إنها أنكوزة مرة أخرى!

أما أنكوزة هذه، ففتاة كانت في الرابعة عشرة من عمرها في إحدى قبائل جنوب أفريقيا.. كانت تنظر إلى الماء وتقول: إنها ترى تاريخ القبيلة.. وترى كل شيوخها الذين ماتوا وتسمعهم وهم يقولون لها إنهم على استعداد أن يخرجوا من تحت الماء للقضاء على الرجل الأبيض.. وإنهم سوف يخرجون قريبا.. وإن لهم شرطا.. هذا الشرط هو أن يتجرد أهل قبيلتها من متاع الدنيا.. بأن يحرقوا كل ما يملكون من حيوانات ونباتات وملابس وطعام.. فإذا حدث ذلك خرج الأجداد من تحت الماء ومن تحت الأرض للهجوم معا على الرجل الأبيض وطرده والقضاء عليه، لتكون الأرض لشباب القبيلة إلى الأبد..

وحددت هذه الشابة أنكوزة يوم 18 فبراير (شباط) سنة 1857.. وقبل ذلك اليوم، تخلصت القبيلة من الأبقار فذبحتها وحرقتها.. ومن الأشجار والثمار.. وفي ذلك اليوم، وقف الشعب كله.. ولم يظهر أحد من تحت الماء.. وثارت القبيلة وهاجت واستأنفوا إحراق كل شيء وأنفسهم.. وتسابقت دول العالم في إنقاذهم.. ولكن 40 ألفا ماتوا جوعا وعطشا.. أما أنكوزة، فهربت وأخفتها إحدى الأوروبيات ولم تظهر بعد ذلك!