خطابات لا تنسى!

TT

هل قرأت هذه الخطابات؟! لا بد أنك نسيت كل شيء فيها.. ولكنني سأذكرك بها.. واسمح لي أن أفعل.. إنني الآن أرى الغضب على وجهك.. ولن أراه بعد اليوم.. إنني أراك تضغط شفتيك.. إنني الآن أرى أسنانك البيضاء تمزق شفتك السفلى.. إن ريقك قد جف.. إن عينيك تلمعان.. لن أرى كل هذا بعد اليوم.. في هذه الخطابات غزل في جمالي.. في شعري.. في عيني.. في صوتي.. في أصابع يدي.. في الراحة التي يشعها قلبي على كل من حولي.. هذه العبارات إنني استعرتها منك.. ولكنك نسيت اليوم كل شيء.. هذه عباراتك في الأيام الأولى من حبنا.. هذه العبارات كتبتها أنا.. هذه الخطابات كتبتها أنا.. بخط يدي وأرسلتها إلى نفسي وجعلتها بإمضاء «س.ع» كل هذه الخطابات بهذا الإمضاء.. ولو عرفت لوجدت أن «س.ع» هما الحرفان الأولان من اسمك.. ولكن في ثورة غضبك نسيت هذا.. وأنا أعرف أن الغضب أعمى.. هل تعرف يوم وجدتني في محطة الأتوبيس وكانت مفاجأة لك؟.. هل تعرف الاضطراب الذي ظهر على وجهي؟.. كل هذا يا حبيبي تمثيل في تمثيل.. كذب في كذب.. إنني أعرف أنك ثرت.. أنك حزنت.. أنك شعرت بخيبة الأمل.. لم أكن على موعد غرامي.. لم يحدثني أحد.. لم أعرف أحدا سواك.. لقد أعطيت لنفسي هذا الموعد الوهمي وانتظرت شابا وهميا.. أنا أعلم اليوم أنني حمقاء.. علي أن أكون ميتة..

إنني حاولت أن أثيرك.. حاولت أن أنبهك إلى وجودي.. إنني أغار عليك.. إنني أعرف أنك لست لي.. وأنك تعرف الكثيرات غيري..

واسمح لي أن أروي لك حقيقة غريبة..

إنني أغار عليك.. لا شك في هذا.. ولكن الغيرة معناها أنني أخاف على الذي أحب أن يروح مني.. أن تخطفه فتاة غيري.. ولكن غيرتي من نوع آخر.. إنني أغار على نفسي.. إن حبك لفتاة أخرى معناه أنني تافهة.. أنها أجمل مني.. أن شخصيتها أقوى من شخصيتي.. إنها استطاعت أن تستدرجك إليها.. وإنني عجزت عن الاحتفاظ بك.. إن قلبي «سايب».. وإن كل شيء في قلبي يسقط من بين ضلوعي.. إنني أغار على نفسي.. إنني أغار على الصورة الجميلة القوية التي أعرفها عن نفسي.. إنني أغار أن تمتد يد فتنتزع هذه الصورة.. وتضع بدلا منها صورة أخرى!