حاولت فتحطمت أنا!

TT

حاولت أن أهزك فحطمت نفسي..

حاولت أن أشعلك فأحرقت آمالي..

حاولت أن أخيفك فأفزعت أيامي..

حاولت أن أعانقك فحطمت قلبي..

إنني القطة التي أكلت صغارها من شدة الخوف عليها.. هذه القطة ابتلعت صغارها ووضعتها في أحشائها.. لقد تحولت أحشاؤها من مخبأ إلى قبر.. وتحولت القطة الحنون إلى سفاح مصاص للدماء..

وأنا التي قتلت نفسي في قلبك.. ودفنتك في قلبي.. أنا القاتل والحانوتي.. أنا التي قتلت القتيل واليوم أمشي في جنازته وجنازتي.. أنا الميت الذي يحمل نفسه ويجري أمام المشيعين!

إنني عرفت منذ البداية أن حبك هو المستحيل، وأن الحياة معك هي حياة مع كل ما هو مستحيل في الدنيا، فأنت لن تخلص لي.. وأنت لن تكون لي.. ولكن كان شعاري هو أن أحاول ولو لم يكن هناك أمل في شيء كانت حياتي معك هي الجحيم..

هي النار التي كتبوا على بابها.. ادخلوا واتركوا وراءكم أي أمل في النجاة، ولكن لم أفقد الأمل.. وشجعني على ذلك كلامك الحلو.. وابتسامتك الحانية.. ولمسة من أصابعك.. وأشعة دافئة من قربك على كل هذه الحروف الأولى من حنانك.. من حبك.. فتحت لي ملايين الأبواب في أن أكون لك.. وتكون لي.. وعندما كنت أغضب منك أثور على نفسي.. كنت أغضب من نفسي وألعنها وأتهمها بالوقاحة كيف تجرؤ على الغضب منك.. كيف تقف ضد نفسي من أجلك.. لقد كنتما اثنين ضدي.. أنت وأنا.. فأنت القاتل وأعطيك الحق.. أنت القاتل وأغسل سيفك بدموعي.. المهم أن تربطني بك.. أن تغضب علي.. أن تثور.. أن تلعن اليوم الذي رأيتني فيه.. كل هذا لا يهم، الذي يهمني أن تشعر بوجودي هو أن تدخلني في عالمك.. إنني لا أريد أن أكون سيدة لقلبك، ولكن يكفيني أن أكون فيه.. أن أكون على مسافة منك.. على أي مسافة، إنني لا أطمع في أن أكون أقرب الناس إليك.. هذا مستحيل.. ولكن هذا المستحيل هو الذي يغريني أن أتمسك بك.. أن أـجعل حبك مبدأ لحياتي كلها.. فحياتي كلها هي أن أحقق المستحيل.. هي أن أثبت لنفسي أنني قادرة على شيء.. وأثبت للناس أنني أستطيع أن أكون شيئا.. وغيرتي معناها أنني أخاف أن يتهمني الناس بأنني عاجزة عن الوصول إلى قلبك.. وعن البقاء حية فيه أو ميتة.. إنني منذ البداية أعرف كل هذا.. ولكن التيار جرفني.. واستسلمت للتيار!