الحمد لله أن أخلاقي حميدة

TT

قال لي وهو يعني ما يقول:

«إنني لا أحمل أي ضغينة لأحد، حتى أولئك الذين فعلوا أشياء لن أغفرها لهم أبدا».

لم أرد عليه، ولكنني فقط هززت رأسي.

***

هل صحيح أن العالم خلق مستديرا لكي تستطيع الصداقة أن تطوقه؟!

إنه سؤال صعب، والإجابة عليه أصعب.

لا أريد أن أكون متشائما، غير أن الحياة عركتني بما فيه الكفاية، إلى درجة أن أبغض الحلال عندي هو الفرار - أي إطلاق ساقي للريح.

***

في الفقرة السابقة تطرقت للصداقة، والآن دعوني أتطرق للحياة التي تسمى (المؤسسة الزوجية)، وما رأيكم بتلك المرأة التي أدخلت السجن (8) مرات بتهمة إزعاج زوجها السابق؟!

وللمعلومية، فتلك المرأة الشرسة هي بريطانية الجنسية وفي السلاح الجوي الملكي وتحمل رتبة (شاويش أو جاويش) - لست أدري!

المهم أنها، بعد أن طلقها زوجها، أخذت تترصده بالإزعاجات المتوالية التي لا تخطر على البال، منها أنها سلطت عليه كلبها العقور الذي كاد يفتك به، واستأجرت بعض العاطلين من (القبضايات) وضربوه في الشارع وأدموا أنفه وكسروا أحد أضلاعه ونقل إثرها للمستشفى بسيارة الإسعاف وظل طريح الفراش لمدة ثلاثة أسابيع، وما إن خرج حتى دست له في سيارته مجموعة من المخدرات، وبعثت من يخبر المسؤولين عنها، كما أنها دفعت إحدى بنات الليل من بائعات الهوى لكي (تتمحك) به، وعندما صدها وشتمها رفعت عليه قضية متهمة إياه بأنه يتحرش بها، وأشهدت على ذلك خمسة رجال من شهود الزور.

وفى كل فعل من أفعالها تلك كانت تدان وتسجن.

وقبل أيام وما كادت تخرج من السجن حتى أعلنت في مقابلة صحافية لها أنها لن تترك زوجها ينعم بيوم واحد من الراحة ما دام بعيدا عنها.

ولا يمكن أن أنسى منظر زوجها البائس وهو يكفكف دموعه في مقابلة صحافية له في جريدة أخرى وهو يقول: إنني لا أطلب من الدنيا غير السلامة، فهل هي كثيرة عليَّ؟!

***

أعجبني ذلك القانون الإيطالي الذي يحق فيه للبوليس تحصيل غرامة مالية في حق أي رجل يقبل امرأة في الشارع - حتى لو كانت زوجته.

وإذا ثبت أن المرأة استجابت له، ضوعفت الغرامة.

ويقال إنه بعد أن طبق ذلك القانون، زادت حصيلة البوليس عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل أن يُفعّل ذلك القانون.

والحمد لله أنني ترددت على إيطاليا أكثر من عشرين مرة، دون أن أحصل على غرامة واحدة، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أخلاقي الحميدة.

[email protected]