ضربني وبكى.. وسبقني واشتكى

TT

الضرب في المدارس يعد خطيئة ومشكلة عالمية - على الرغم من أن هناك اتجاها مخالفا في علم التربية يحبذ استخدام الضرب أحيانا كعقاب رادع لبعض السلوكيات - وعلى هذا الأساس تفتقت قريحة بعض الآباء قديما، عندما كان الواحد منهم يأخذ ابنه الطفل للمدرسة قائلا لمدرسيه: (لكم اللحم ولي العظام) - أي لا ترحمونه بالضرب إن أخطأ - ومن أجل ذلك اخترعت (الفلكة) سيئة السمعة والذكر.

وعلى الرغم من هدوئي ومسكنتي فقد سبق لي أن ضُربت من قبل بعض المدرسين، ليس لبلادتي ولكن لخباثتي (البريئة).

أما اليوم فقد ناهضت (حقوق الإنسان) استخدام وسائل العنف في جميع المدارس في أنحاء العالم، غير أنه لا تخلو يوما بعض المدارس من كسر هذا الحظر.

وتصديقا لكلامي، إليكم ما تعرضت له إحدى المعلـمات، وهي تبلغ من العمر 26 سنة.

فقد نقلت والتحقت بالمدرسة الجديدة قبل أسبوعين، وبما أنها كانت ضئيلة بجسمها نوعا ما، ووجهها يطلق عليه وصف (بيبي فيس) مثلما يقولون، فقد ظنتها ناظرة المدرسة تلميذة من التلميذات، وشبهت عليها تلميذة متهربة من حضور الدروس، فما كان منها إلا أن تأمر (الفراشات المستخدمات) بالإمساك بها وبطحها، وأخذت الناظرة تضربها بالخيزرانة على أردافها، دون أن تقتنع وتصغي لكلامها واحتجاجاتها وآلامها.

وبعد أن انتهى هذا الفاصل المأساوي، اتضح للناظرة أن التلميذة التي ضربت ما هي إلا المعلـمة الجديدة التي التحقت بمدرستها قبل أسبوعين.

حاولت بشتى الوسائل الاعتذار، غير أن المعلمة لم تقبل ذلك، ورفعت شكوى للمسؤولين بالتعليم تطالب فيها بأخذ حقها من الناظرة بنفس الوسيلة التي عوقبت بها ظلما.

طبعا المسؤولون رفضوا طلبها، واكتفوا بإرسال تنبيه شديد اللهجة للناظرة بعدم تكرار ذلك.

غير أن والدة المعلمة دخلت على الخط، وأخذت تترصد الناظرة لعدة أسابيع حتى واجهتها يوما في أحد (المولات) وهجمت عليها كاللبوة الكاسرة، و(اللي ما شاف يتفرج)، وساعدتها في ذلك بناتها الثلاث ونالت من الضرب والعض والقرص ما جعلها تبكي وتجعر بأعلى صوتها، ولولا تدخل بعض المتسوقين لكانت ذهبت في (خبر كان).

وبعد أن عرف المسؤولون بالتعليم عن هذه الواقعة، فصلت المعلمة نهائيا من المدرسة.

وأفدح من ذلك هو ما حصل في الصين، وذلك عندما شدت المعلمة أذن طفلة في الفصل عقابا لها على شيطنتها، فما كان من الطفلة الشقية إلا أن تشكو ذلك لجدها وهي تبكي، وفي اليوم الثاني اقتحم الجد الغاضب المخرف فناء المدرسة واتجه للمعلمة وشدها من شعرها وقطع أذنها بالسكين التي معه، ثم انطلق هاربا بعد أن وضع الأذن في جيبه، ولحق به الأساتذة وتكالبوا عليه وانتزعوا الأذن من جيبه وحملوها مع المعلمة المصابة إلى المستشفى التي أجرت لها عملية خياطة مستعجلة، وعادت أذنها كما كانت.

غير أن الطفلة الشاكية (رفدت) من المدرسة، وجدها الغاضب أودع السجن لمدة سنة.

[email protected]