أيها الإخوة العرب الأعزاء.. يمكنكم استعارة أردوغان

TT

نحن في النهاية إخوة، رئيس وزرائنا هو رئيس وزرائكم، لذا من فضلكم لا تترددوا في استعارته، ورجاء لا تشعروا بالتزام بضرورة إعادته قريبا. لم يكن المسلمون يوما جشعين، وهم يعرفون جيدا تقاسم ما لديهم من نفائس. أعلم أنكم تتوقون إلى زعيم مثل جمال عبد الناصر، وأعلم أيضا أنكم مررتم بأربعة عقود غير سعيدة. لكن لحسن الحظ أنه أفضل من ناصر، فرئيس وزرائنا «أكثر إسلاما» من الراحل عبد الناصر. ربما يكون غير عربي، لكنه يحاول جاهدا أن يكون عربيا. النبأ السار هو أنه لدينا عرض خاص لكم أيها الإخوة، فإذا استعرتم رئيس وزرائنا، فسوف نعيركم وزير الخارجية أيضا. فما نفع الإخوة إذن إن لم يفعلوا ذلك؟

إن إخوتكم الأتراك يدركون جيدا مدى الإهانة والصدمة الجماعية التي تعانون منها بسبب حروب 1948 و1956 و1967 و1973 و1982. إنه صلاح الدين الأيوبي الجديد الذي يعدكم بالأرض التي تعتقدون أنها لكم، الأرض التي أنتم مستعدون للقتل من أجلها والموت دونها.

هاكم قائد عظيم لا يعدكم برفع العلم الفلسطيني على مبنى الأمم المتحدة فحسب، بل أيضا بتحرير القدس. إنه لن يعيد إسرائيل إلى حدود ما قبل عام 1967، بل إلى حدود ما قبل عام 1948 إن شاء الله. من المفارقة أن تكون المهمة المقدسة لتوحيد العالم العربي أو الحشد لجبهة مناهضة لإسرائيل من نصيب زعيم غير عربي، لكن حاولوا أن تتبنوا طريقة تفكير عملية وموضوعية. أولا لقد فشلتم في أن يظهر بينكم زعيم يتمتع بالقبول وحب العرب مثل رئيس وزرائنا. كذلك ما وجه الاعتراض على أن يكون لكم خليفة عثماني، بينما عشتم لنحو أربعة قرون تحت حكم العديد منهم؟

كذلك سيقودكم هذا الزعيم التركي الذي تكنون له الإعزاز والمحبة إلى الاتحاد الأوروبي كما قادنا. إنه سيعرفكم بقطع الحرب مثل الطائرات وحاملات الطائرات والمروحيات والدبابات الحديثة والفرقاطات وسفن الفضاء المصنوعة جميعها في تركيا والتي تعمل جيدا في محاربة العدو المقدس. وربما تصبح من ضمنها القنبلة النووية يوما ما، فهل الشيعة أفضل منا؟

أيها الإخوة المصريون الأعزاء، أعلم أنكم متوترون بسبب زيارة رئيس وزرائنا للعاصمة المصرية وتعهده بتدشين مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين بلدينا مثلما فعل منذ عدة سنوات مع الشقيقة سوريا. كذلك تعهد بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بأكثر من ثلاثة أمثال مثلما فعل مع الشقيقة سوريا أيضا. أعلم أن تجارب الماضي توضح أن كل ذلك ليس مؤشرا جيدا، لكن لا ينبغي أن يخيفكم ذلك، فتذكروا أننا سنصلي معا يوما ما في المسجد الأقصى في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.

لقد شعرت بالأسف والأسى حين علمت أن بعض القادة غير المسؤولين من «الإخوان المسلمين»، وحزب الحرية والعدالة الذي يمثلهم، يصفون رئيس وزرائنا بالكافر، وبلدنا بالعلمانية. على سبيل المثال، قال محمود غزلان إن تركيا لا تلتزم بالشريعة الإسلامية لأنها لا تعاقب الزناة. إن هذا ليس خطأ رئيس وزرائنا، فقبل سنوات أراد أن يمرر قانونا يجرم الزنى، لكن الكافرين الأتراك منعوه من القيام بذلك. لقد ابتعد غزلان كثيرا عن معنى الأخوة عندما قال إن التدخل في الشأن المصري أمر غير مقبول.

كذلك صرح عصام العريان، القيادي بجماعة «الإخوان»، لوكالة أنباء مسيحية قائلا إن رئيس الوزراء التركي وتركيا لا يمكن أن يقودا تغيير وجه المنطقة. أي نوع من الإخوة هؤلاء؟ يشك المرء في وجود مؤامرة صهيونية في الأمر، لكن لا عليكم. كان ينبغي على الأخوين غزلان والعريان الإنصات إلى رئيس وزرائنا عندما قال إن تركيا ربما تكون دولة علمانية لكنه ليس علمانيا، لذا فلتعترفوا بفضله.

أيها الإخوة العرب الأعزاء، لقد تقتم إلى زعيم مثل عبد الناصر، وقد منحكم الله سلطانا عثمانيا، فلتنعموا به. السلام عليكم.

* بالاتفاق مع جريدة «حرييت»التركية