حتى تحب كل ما رأيت!

TT

ماذا يقرأ الشباب؟ سؤال مهم والإجابة أكثر أهمية فقد جلست معهم وسألت وضحكوا ولم أضحك.. أحدهم قال إنه يقرأ «ميكي» وقال آخر ولا أي شيء وأدهشني ذلك.. وأردت أن أعرف ما معنى أن يجلس الشبان معا من منتصف الليل حتى طلوع الشمس؟!

سألت شابا منهم ماذا تريد؟ أي بعد أن يتخرج ماذا في نيته أن يعمل؟ طبيبا كوالده.. مهندسا كوالدته مزارعا مثل جده.. أو ماذا؟

وكان رده أنه لا يعرف.. أي أنه تعلم وتخرج لكي ينجح دون أن يفكر في قيمة جدوى هذا الذي تعلمه سنوات طويلة بأموال كثيرة وعذاب والديه.. أي أنه كان طاقة بلا هدف.. صاروخا بلا عقل يوجهه.. كان عندنا في مصر صاروخان هما القاهر والظافر وكانا ينطلقان وبس.. حتى إذا نفدت الطاقة سقطا على الأرض.. وسقط المشروع.. لأن الصاروخ وهذا الشاب قوة غاشمة.. وليس قوة رشيدة تعرف إلى أين ولماذا؟!

أعدت سؤالي فكان جوابه: يمكن أهاجر إلى كندا أو إلى أميركا..

دعني أعيد ترتيب الكلام: هو تعلم بفلوس والديه والدولة من أجل أن يقف على الباب بملابسه كاملة ولكن لا يعرف له وجهة.. فإذا كانت الوجهة هي أميركا.. فلا بد أن يتعلم من جديد.. ليكون تعلمه مناسبا للمهنة التي يريدها.. فهم في بلاد الغربة لا يريدون أي كلام.. وإنما لا بد من التخصص والخبرة.. ومعنى ذلك أنه أضاع من عمره سنوات ومن مال أبيه والمال العام.. ليقف على باب المدرسة والهدف لم يحدده هو: وإنما احتياجات المجتمع الجديد..

الغلط فين؟ فينا وفيه.. فلا بد أن نزرع العمل والأمل.. وأن يقوم الطموح بالباقي.. يجب أن يعرف ماذا يريد وإلى أين؟! وفي سن مبكرة حتى لا يبدد طاقته حتى لا يكون القاهر لوالديه وبلده.. وحتى يكون الظافر هنا وهناك!

ولكن الذي أراه: ضياع.. شباب ضاع.. كثيرون من الشباب لا عمل ولا أمل!