الموت نهاية كل حي!

TT

العبارة التي كتبها الشاعر الإيطالي دانتي على باب جهنم تقول: أيها الداخلون.. اتركوا وراءكم كل أمل في النجاة!

بل هناك أمل في النجاة يا سيدي!

والعبارة التي قالها الفيلسوف الإغريقي هرقليطس: لولا الصراع ما كان التقدم!

فقد الإنسان الحب والرحمة والسلام وإرادة الحياة والصبر على المرض والعذاب والظلم والقهر.

والعبارة التي كان يكتبها الرومان على أبوابهم: هنا تسكن السعادة!

لأنهم وضعوا إلى جانب هذه العبارة رمزا للجنس.. أي إن السعادة جنسية فقط.

والعبارة التي قالها عالم النفس الألماني فريتس برلز، وهو أحد فلاسفة «علم نفس الجشطالت»، قال: إنني أعمل ما يخصني وأنت تعمل ما يخصك، ولست في هذه الدنيا لكي أعيش على هواك.. ولا أنت تعيش على هواي.. أنت ما أنت عليه.. وأنا ما أنا عليه.. فإذا التقينا أو تلاقينا أو توافقنا بالصدفة فهذا شيء جميل، وأما إذا لم يحدث ذلك فما حيلتي؟!

فليس الإنسان وحده في هذه الدنيا.. وعلى الرغم من أن الإنسان قد استقام ظهره من مليون سنة، وله حياة عائلية من مائة ألف سنة، فلا تزال الأسرة هي «الخلايا» الضامة في نسيج التاريخ!

وقال الشاعر الألماني برشت:

يقولون لي: تناول طعامك واشرب وكن سعيدا.. ولكن كيف أفعل ذلك وأنا قد خطفت طعامي من أفواه الجائعين.. وشرابي عن شفاه الظامئين.. ومع ذلك لا أزال آكل وأشرب؟!

فقد عاش الإنسان على جثث الإنسان وعلى استغلال الإنسان وابتزازه ومص دمه وهوائه أيضا.. لكي يتمرد على كل ذلك.. ولا يكتفي أن يتلاعب بالألفاظ فيقول إن مقلوب كلمة «Live» ومعناها الحياة، هو «Evil» ومعناها الشر.

فلا تزال الحياة تساوي أن يعيشها الإنسان.. وقد عاشها وجملها لنفسه.. وخدع نفسه وأرضاه ذلك.. وتمرد على ذلك ليعاود استئناف الحياة ضد الحياة ومعتمدا عليها.. تماما كالطائرة ترتفع بالهواء ضد الهواء وفوق الهواء.. وكالسفينة تقاوم الموج.. ولكنها تطفو عليه وضده وبه.

وكان أجدادنا الفراعنة يضعون توابيت الموتى إلى جوارهم وهم يأكلون لعلهم يتذكرون أن الموت نهاية كل حي.. وأن الحقيقة المؤكدة في حياتنا هي موتنا. وكما يقول الفيلسوف الوجودي سارتر: إذا وقفت إلى جوار طفل فلن تعرف هل سيعيش طويلا.. سليما.. ملكا.. خادما.. أو مجرما.. ولكن من المؤكد أنه سوف يموت.

ولكن المؤكد أنه إذا عاش فسوف يقاوم كل أشكال الموت الجسمي والنفسي والأخلاقي والروحي!