ماذا في «الجزيرة».. ماذا عن قطر؟

TT

أثارت استقالة السيد وضاح خنفر من إدارة «الجزيرة» تساؤلات في صحف العرب والعالم؛ «فالجزيرة» تشغل الناس بقدر ما تشغلها قطر، لأن الناس حائرة في تحديد صورة نهائية للمحطة وللدولة معا. فقطر (والجزيرة) التي أيدت سوريا وأجرت عنها اتفاقات لبنان، عادت فأصبحت طليعة مؤيدي الاحتجاجات فيها. وقطر (والجزيرة) التي تحملت خطابات القذافي ومقابلاته، عادت وأصبحت طليعة مؤيدي الثورة وقاذفي حليفها السابق بالطائرات الفرنسية والأميركية. وقطر التي ساندت الفريق المؤبد في صنعاء، عادت فانضمت إلى الموقف المنطقي من مواقفه؛ الليلية منها والصباحية. وما بينهما.

لا شك أن مواقف قطر (والجزيرة) السياسية أصبحت ذات مغزى. وبسبب موقع الأم وتأثير الابنة، لم يعد من الممكن عدم التوقف عند ما يجري في ديارهما. وليست استقالة خنفر من «الجزيرة» استقالة أحمد بهاء الدين من «الأهرام»، لكنها قد تبدو استقالة تيار أو فكر سياسي من دولة تستضيف الآن أحمد مشعل وعزمي بشارة وموسى كوسا ومعارضين سوريين ولفيفا من النشطاء السياسيين من كل مكان.

التفسيرات التي أعطيت لذهاب مدير ومجيء مدير قطري فاتها أن تلحظ أن المؤسس ورئيس مجلس الإدارة، الشيخ حمد بن ثامر لا يزال في موقعه، وبالتالي، فالكلام عن تغيير في سياسة المحطة قد لا يكون في مكانه. وربما كان الأصح التفسير الآخر الذي أعطته صحف أخرى، وهو أن «العربية» قد تفوقت على «الجزيرة» بالنقاط بعد المتغيرات الأخيرة في العالم العربي.

وإذا ثبت ذلك، فهو يؤكد تفوق مدرسة صحافية على أخرى.. فعندما بدأت «العربية» في دبي العام 2003 قررت أن تكون عكس «الجزيرة»؛ أي أن تمثل هي الهدوء وتتحاشى العداوات وتقدم النموذج المتواضع من العمل الصحافي. فلا يعود صاحب المقابلة يصرف ضيفه بيده أو بقلمه «الفوتر»، كما كان يفعل السيد سامي حداد، صاحب مصاحة «أكثر من رأي»، أو كما كان يجري في «الاتجاه المعاكس»، الذي يطلب من «المحاورين» فيه أن يتركوا مسدساتهم في مطارات الإقلاع.

ولا تنجو بعض برامج «العربية» من لهجة وأسلوب المستنطق العربي التي يبرع فيها السيد حسن معوض. وهو أسلوب له شعبية ما، على ما يبدو. أما أنا، فلا أزال مقيدا اسمي كمعجب في برامج منتهى الرمحي ولمّاحات تركي الدخيل.