العلم طويل والعمر قصير!

TT

كان الفيلسوف الفرنسي أرنست رينان يتمني أن يولد عند نهاية العالم ليرى ما الذي حققته البشرية.. مع أنه لم يكن له إلا مشكلة واحدة هي: كيف يستطيع إنسان أن يحب زوجته عامين متواليين؟!

مع أن حلها بسيط هو ألا يتزوج.. أو يقتل نفسه أو زوجته من أول يوم أو أول عام..

ثم إن في الأدب والفن في كل الشعوب ما يدل على عمق وصدق هذه المشاعر..

ورغم أننا نعرف صعوبات العلاقات الإنسانية.. فإننا لا نهرب منها ولا نهرب من أنفسنا.. تماما كما أننا أصبحنا نعرف أن القمر جسم بارد.. ولكن من الذي لا يحب النظر إليه والتغني به اليوم وغدا..

ومهما كبر الإنسان واتسعت آلامه وزادت همومه، فإن نظرة إلى زهرة وعيني طفلة، قادرة على أن تعيده إلى صفائه ونقائه.. لحظة.. لحظتين.. هما كل ما في الإنسان من عظمة.

وإن البحث عن سفينة نوح فوق جبل أرارات لدليل على أن الإنسان يحلم بالنجاة.. بسفينة.. برسول عنده نظرية تنقذنا من أنفسنا على هذه الأرض أو على الكواكب الأخرى!

ولكن سوف تبقى مشكلة مهمة: زيادة عدد السكان.. والهندسة الوراثية هي القادرة وحدها على الحل، ما دام الإنسان عاجزا عن ضبط نفسه.. وكانت الأساطير الإغريقية ترى أن الحل الوحيد: هو أن يعيش الرجال في جزيرة والنساء في جزيرة! أو أن يقطع النساء أثداءهن حتى إذا اضطررن إلى الحمل والولادة لم يجد الأطفال لبنا يعيشون عليه..

وكانت عند الإغريق جزيرة اسمها ديلوسي قد حُرم فيها الموت والولادة، فلا يولد فيها طفل ولا يموت فيها أحد.. فالذين يولدون كالذين يموتون يذهبون إلى جزيرة بعيدة والطريق إليها قاتل أيضا!! أو تلجأ الهندسة الوراثية إلى نقل صفات بعض الحشرات إلى الإنسان، فأنثى العنكبوت تأكل الذكر في أثناء اللقاح.. وتستطيع أن تفعل ذلك 25 مرة في كل يوم؟!

وهكذا تقضي على معظم الذكور..

ثم تنتقل هذه الصفات إلى الرجال ليأكلوا النساء.. وهكذا تختصر الإنسانية نفسها لبعض الوقت لتعاود التكاثر في كوكب والاختصار في كوكب! وتستمر الحياة أفضل وأعلى وأسمى.. ولا بد أن تستمر.. ويزداد يقين الإنسان وإيمانه وتواضعه أمام عظمة هذا الكون الذي هو صورة متواضعة جدا جدا جدا لعظمة الله سبحانه وتعالى!