رسالة من الأسد!

TT

على الرغم من النفي السوري لخبر وكالة أنباء «فارس» الإيرانية بأن بشار الأسد قد هدد وزير خارجية تركيا بأن بمقدوره إحراق المنطقة في 6 ساعات، الذي نسبته الوكالة الإيرانية لمسؤول عربي رفضت ذكر اسمه، فمن المفترض أن تكون رسالة الأسد قد وصلت للمعنيين في المنطقة.

وبالطبع، فقد ينفي أوغلو أيضا الخبر، إلا أن الواضح، وهذا الأهم، أن الخبر هو مجرد رسالة إيرانية - سورية للمنطقة والغرب، الهدف منها تحذير الجميع من تقديم أي مساعدة لإسقاط النظام الأسدي، فالخبر لم تبثه وكالة غربية، ولا وسيلة إعلام عربية، على الرغم من أنه منسوب لـ«مسؤول عربي كبير»، بل هو خبر بثته وكالة أنباء إيرانية!

وملخص خبر وكالة «فارس» الإيرانية يقول إن الأسد قد صدم أوغلو ببرود أعصاب شديد حين فاجأه متسائلا «برأيك كدبلوماسي، لماذا تتردد قوى دولية معروفة بعدائها لسوريا عن تكرار التجربة الليبية مع سوريا؟»، وبحسب «فارس»، فإن أوغلو سأل الأسد «هل تريدني أن أنقل رسالة معينة لأنقرة؟»، فأجاب الأسد «الرسالة التي جئتني بها لم تكن من أنقرة، بل من عواصم كثيرة، وأريدك أن تنقل هذه الرسائل حرفيا.. أنه إذا حصل أي جنون تجاه دمشق، فأنا لا أحتاج أكثر من ست ساعات لنقل مئات الصواريخ إلى هضاب الجولان، لإطلاقها على تل أبيب، وفي الوقت نفسه سنطلب من حزب الله اللبناني فتح قوة نيرانية على إسرائيل لا تتوقعها كل أجهزة الاستخبارات. كل هذا بالساعات الثلاث الأولى من الساعات الست، وبالساعات الثلاث الأخرى ستتولى إيران ضرب بوارج أميركية ضخمة راسية بمياه الخليج، فيما سيتحرك الشيعة الخليجيون لضرب أهداف غربية كبرى، وقتل أميركيين وأوروبيين حول العالم، إذ سيتحول الشيعة بالعالم العربي إلى مجموعة فدائيين انتحاريين صوب كل هدف يرونه سانحا، وسيخطفون طائرات شرق أوسطية».

والأخطر هو قول الوكالة الإيرانية إن الأسد قد قال لأوغلو: «تعرف أميركا كيف ساعدناها على إسقاط نظام صدام حسين لأننا كنا نريد ذلك.. وتعرف إدارات أميركية أن سبب ورطتها في العراق الآن هو سوريا، وأننا نمزح معها فقط في العراق، ولو أردنا قتل الآلاف من جنودها لفعلنا بلا تردد، لكن السياسة السورية منذ القدم لا ترمي أوراقها دفعة واحدة على طاولة اللعب.. دمشق تلعب بمزاج عال».

قناعتي، وكما أسلفت أعلاه، بأنه حتى ولو نفى أوغلو نفسه تفاصيل الخبر، مثل ما نفاه النظام الأسدي، فإن المقصود من بث الوكالة الإيرانية للخبر هو إرسال رسالة واضحة لدول الخليج والغرب، ويكفي تأمل ما حدث، ويحدث، بالعوامية في السعودية، أو التحركات بالبحرين، وخلافه. فلعبة التسريبات الإعلامية هذه تعودناها من الإيرانيين، سواء عبر وكالاتهم المتعددة، أو قنواتهم التلفزيونية الكثيرة، كما تعودناها من النظام الأسدي الذي عمد إلى استخدام لعبة الرسائل عبر بعض الصحف اللبنانية طوال مرحلة التفاوض الشهيرة بين السعودية وسوريا من أجل الأوضاع في لبنان إبان فترة «س + س» الشهيرة. والسؤال الآن هو: هل وصلت رسالة الأسد للمعنيين في المنطقة؟.. نتمنى ذلك.

[email protected]