إنني لن أعقد نكاحي عند (مرفت)

TT

في 21 فبراير (شباط) وبجانب مقالي الذي أكتبه يوما بعد يوم، قرأت (ريبورتاج) عنوانه: «مرفت ذكي: مهنتي محببة تناسب المرأة وتمنحها وقارا».

ولكن ما تلك المهنة التي تمنحها وقارا؟! إنها مثلما فهمت هي مهنة (المأذونية) - أي عاقدة الأنكحة - وأكرم بها من مهنة، وأنا حينما أقول أكرم بها من مهنة فأنا أعني ما أقول، وهل هناك أكرم من أن تعقد نكاحك امرأة على امرأة مثلها؟! أعتقد ليس هناك أكرم من ذلك، أقول قولي هذا ليس من باب الهزل أو السخرية، لكنني بالفعل أعني ما أقول، ولو أنه قُدر لي يوما أن أعقد نكاحي على سنة الله ورسوله فإنني أعدكم أنه لن يرد على رأسي غير السفر إلى مصر ثم الذهاب إلى (قنا) على وجه الخصوص وطرق باب المأذونة (مرفت) التي ظفرت بذلك الشرف متغلبة على ثمانية رجال من المشايخ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المجتمع العربي المسلم بدأ يعلي من شأن المرأة ويرفع من مقامها.

وقد سبق المأذونة هذه ما فعله رجال الدين المسلمون في إحدى الولايات الأميركية عندما سمحوا لإحدى النساء أن تؤم المصلين رجالا ونساء في مسجدها مستندين إلى فتوى الشيخ الدكتور (حسن الترابي) الذي أباح ذلك على شرط مهم وهو: ألا تكون الإمامة لابسة «بنطلون جينز محزق» وهي تؤم المصلين - ومعه حق.

ولكي أخرج من هذا الموضوع الشائك فقد لفت نظري في ذلك (الريبورتاج) الذي قرأته شيئان، الأول هو: أن هناك لوحة كتبت على الحائط خلف مرفت تقول: «وأما بنعمة ربك فحدث».

وهذا ما طمأنني أنها تحقق مكاسب مجزية من عرق جبينها في هذه المهنة المشرفة.

الشيء الثاني هو: أن الجريدة كتبت لقبها (ذكي) بحرف الذال بدلا من حرف (الزاي)، والذي أعلمه أن إخواننا أهل مصر كثير منهم يتسمون باسم (زكي)، ولا أدري هل أنا غلطان أم أنا تائه بين حرفي (الزاي) و(الذال)، أم أن الله وحده هو الذي يعلم؟! ولا أستغني عمَّن ينبهني على ذلك.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فاسم (مرفت) من ناحية اللغة العربية الفصحى هو غلط في غلط من أوله إلى آخره، وسوف أشرح لكم لماذا هو غلط بقدر ما يمكنني الله عليه من الفهم.

فقد علمت أن هذا الاسم، وهو (مرفت)، منقول عن التركية، لكنه ليس من لغتهم أصيل المنبع، فما هو إلا كلمة عربية أخذها الأتراك في ما أخذوا، وحرفوها وفق لهجتهم كما يفعلون بسائر الكلمات، ثم أشاعوها بينهم على الوجه الذي ارتضوه، ثم أورثوها لأهل مصر على حالها من التحريف..

وهذا الاسم المقدس يعرفه حجاج بيت الله الحرام؛ لأنه علم على أحد الجبلين المشهورين في مكة المكرمة، أعني: جبل المروة، والجبل الآخر اسمه الصفا، والحجاج يسعون بين ذينيك الجبلين طوعا لشعائر الفريضة. وقد استهوى الأتراك هذان الاسمان، وكانوا يتبركون بإطلاقهما على الأبناء من بنين وبنات، فجعلوا للذكور اسم: صفا، وللإناث اسم: مروة، وهم في لهجتهم ينطقون الواو فاء، ويقفون على الهاء بتاء ساكنة فيقولون: مرفت، كما يقولون حكمت وعصمت ومدحت وغيرها من الأسماء.

وإنني أنصح الأخت الشابة المأذونة أن تغير اسمها من (مرفت) إلى مروة، وإلا لن أعقد نكاحي عندها (ومن أنذر فقد أعذر).

مع احترامي للممثلة (مرفت أمين)، ولكل (المرفات) من بنات حواء - والجميلات منهن على وجه الخصوص - وسلامتكم.

[email protected]