هو أكبر مني.. وأنا ولدت قبله

TT

سئل العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم:

«أيكما أكبر، أنت أم محمد؟!، فقال هو أكبر مني، وأنا ولدت قبله»

يا سلام، انظروا بالله عليكم إلى حسن هذا الأدب الجم، أين منه ذلك الذي حصل بين اثنين سمعتهما يتجادلان أيهما أصغر من الآخر بالعمر، وحيث إن كل واحد لم يعترف للآخر ولم يتوصلا إلى نتيجة، انتهى بهما المطاف إلى أن يتبادلا الألفاظ البذيئة بينهما، ولولا خوفي من أن أنحشر بين (البصلة وقشرتها)، لقلت لهما: إن كل واحد منكما صادق بالألفاظ التي وجهها لصاحبه وهي تنطبق عليه تماما.

* *

طلب الخليفة أبو جعفر المنصور إلى (مسعر بن كدام) العالم الورع أن يلي منصب القضاء، فقال له: «مهلا يا أمير المؤمنين إن أهلي يطلبون حاجة بدرهم، فأقول أنا أشتريها لكم، فيقولون لا نرضى بشرائك!، فإذا كان أهلي لا يرضون بشرائي لهم حاجة بدرهم!، أيوليني أمير المؤمنين القضاء بين الناس في أمور فيها حياة وموت؟!».

أما اليوم والعياذ بالله فالكثيرون يتهافتون على مناصب القضاء (ومزاياه)، رغم أنهم يعلمون أن (قاضيا بالجنة وقاضيان بالنار)، وإنني أبصم (بالعشرة) أنه لو كان بالنار (عشرة قضاة لا اثنان)، فستجدهم يتزاحمون بالمناكب، ولن يختلف الأمر كثيرا، فالتهافت حاصل حاصل.

* *

في مناسبة أخذت أسمع لأحدهم يتحدث بحماسة قائلا:

«يعتقد معظم العمال المشاغبين أن الطريقة المجدية لزيادة الأجور هي الإضراب عن العمل حتى تجاب مطالبهم، ولكن البحث المدعم بالأرقام، يثبت أن خسائر هؤلاء العمال المضربين لا تقل عن خسائر الممولين وأصحاب العمل، إن العامل الذي يضرب أسبوعا ثم يزداد أجره 5 في المائة يحتاج إلى العمل خمسة أشهر لكي يعوض ما فقده من أجر خلال أسبوع الإضراب!.. فإذا أضرب ثلاثة أسابيع، ثم زاد أجره 10 في المائة احتاج إلى العمل ثمانية أشهر ليعوض أجره عن الثلاثة الأسابيع!.. وإذا أضرب ثلاثة أشهر ثم زاد أجره 25 في المائة فإنه يحتاج إلى العمل سنة كاملة ونصف السنة لكي يعوض ما فقده من أجر خلال فترة الإضراب!»

وعندما سألت عنه وجدته من أرباب العمل، ولا أدري ما مدى صحة كلامه.

[email protected]