دعاء المسلم الحزين

TT

ربي.. في هذه الأيام العطرة التي تتفتح فيها أبواب السماء مستقبلة دعاء العباد، أتوسل إليك وكلي أمل في إجابة الدعاء.

ربي...

هذا حالنا لا يخفى عليك ـ سبحانك ـ فأنت تعلم ما لا نعلم. وتدرك ما لا ندرك. فأنت المدرك لما «كان» وما هو «كائن» وكيف سيكون، كله مكتوب في الملكوت عندك.

ربي...

عبادك في تلك البقعة التي أكرمتها بنعمة الإسلام والعروبة يتألمون منذ قرون.

عبادك يتجرعون من كؤوس الظلم والجهل والمرض حتى فقدوا النطق وتوقفوا عن الوعي.

أضاعوا الخلافة، وفرطوا في الأندلس، وفقدوا القدس.

عبادك، قبلوا حكم الطاغي المستبد، وفروا من الحرب يوم الزحف، ونافقوا العدد، وقبلوا مؤسسات الفساد، وأكلوا الحرام، واعتبروا ان التدين سلوك غير عصري، وان التمسك بالأخلاق هي رجعية مطلقة.

عبادك سكتوا على الدماء التي سالت برصاصات أبناء الوطن الواحد، وتقبلوا قصف صواريخ الميدان والمدفعية الثقيلة لبعض جيوشهم.

عبادك بعضهم نهب المال العام وقام بالسطو على المؤسسات العامة وقام بالتربح والسمسرة على حساب الأرامل واليتامى والبسطاء من هذه الأوطان.

عبادك يتاجرون بكلمات الله، ويبيعون الشر تحت مظلة أشرف الرسالات.

عبادك تتملكهم الطائفية والمذهبية والعنصرية والمناطقية والقبلية ناسين أن (كلنا سواسية كأسنان المشط)، وأن (أكرمنا عند الله اتقانا).

عبادك، بعضهم عبد المال من دون الله، وأصبح الدولار سيده وسوق المال قبلته، والاستثمار دينه والأرباح مذهبه.

ربي، ألطف بنا، وارحمنا، وانقذنا من شهوات أنفسنا، ونجنا من خيانتنا لضمائرنا.

ربي لا تجعل في قلوبنا حبا يعلو حبك، ولا سعيا لرضى يعلو رضاءك، ولا مخافة إلا مخافتك.

اللهم آمين يا قادر على كل شيء.