غبي.. وأيضا خائن!

TT

الشيئان اللذان لا أطيقهما: الخيانة والغباء!

أخطر أنواع الخيانة خيانة النفس، أي أن يحول الإنسان ضميره إلى شقة مفروشة لمن يدفع أكثر. هذا النوع من البشر لا يؤمن بأنه سوف يسأل يوم الحساب أمام الواحد القهار. وأخطر أنواع الأغبياء هو ذلك الذي لا يحترم ذكاء الآخرين ويعتقد أنه أذكى من غيره.

وكارثة الكوارث الخائن الذي يبرر خيانته، والغبي الذي لا يدرك محدودية ذكائه. وطبعا يصبح الإنسان منا من أشد التعساء إذا صادف الخائن الغبي! الخائن الغبي يدمرك، مرة بخيانته للأمانة ويجهز عليك بغبائه المفرط.

وكثيرا ما تسمع من يرشح لك أحد أقاربه لوظيفة ما ويقول لك داعما لهذا الترشيح: «هو صحيح غبي، لكن أمين جدا»!

وكأن الأمانة الآن أصبحت عملة نادرة، فالأصل في الإنسان هو مخافة الله، وفعل الخير، وتجنب الحرام، وكثير من الشخصيات السياسية التي مرت علينا على مدار التاريخ كان يجب أن تحاكم بتهمة الغباء السياسي أكثر من محاكمتها لخيانة مصالح الوطن أو الاعتداء على المال العام.

ومن أعظم تعريفات الغباء السياسي عدم قدرة الإنسان على معرفة من معه ومن ضده!

كثيرا ما اندهشنا من اختيار بعض الزعامات لحاشية سياسية أو شخصية مدمرة لها ولسمعتها.

وحينما سألت أحدهم متجاسرا: لماذا تستعين بفلان؟ قال في ثقة: «هيك شعب يحتاج هيك مسؤولين»!

وهذه المقولة خاطئة ومخيفة، فالقاذورات يتم تنظيفها بالماء النقي أو بمساحيق التنظيف.

إذن القذر يتم تنظيفه بالنظيف وليس بالأكثر قذارة!

أما السعيد منا فهو الذي يصادف في حياته الأمين الذكي، الذي لا يمكن له أن يبيعك لأحد ويستغل كل قدراته من أجل إنجاح نفسه وإنجاحك.

في هذا العصر أصبحنا نرضى بالتنازلات، أصبحنا نقبل الأمين الغبي لأنه أمين، أو نرضى بالخائن الذكي لقدراته العقلية الفذة!

ولقد شغلت هذه القضية مئات من الفلاسفة على مر التاريخ، لذلك قال الإمام الشافعي: «العاقل لا يبطل حقا ولا يحق باطلا ويتعين عليه حسن اختيار من يعرف».

أما العالم الفذ آينشتين مفجر نظرية النسبية فقد ذكر في مذكراته الخاصة: «شيئان ليس لهما حدود؛ الكون وغباء الإنسان»!!