وات إيز.. فلول؟

TT

سألني زميلي الصحافي الأميركي: يا صديقي.. وات إيز ذا مينينغ أوف «فلول»؟

كان الصديق يريد معرفة معنى كلمة «فلول» التي أصبحت علامة تجارية لمصطلح سياسي مستحدث منذ أحداث 25 يناير (كانون الثاني) من هذا العام في مصر.

هرشت صلعتي ووعدته بأن أرسل له شرحا لأصول ومعاني كلمة «فلول» على «الإيميل» الخاص به.

في حقيقة الأمر كنت أريد أن أعطي نفسي فسحة من الوقت كي أعطي الرجل إجابة متأنية.

«الفلول» هي تلك الصفة التي أطلقت على أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي الذي حكم مصر منذ عام 1978 حتى ثورة 25 يناير 2011.

و«الفل» هو ذلك العضو أو المناصر لهذا الحزب ورئيسه محمد حسني مبارك الذي تحرك سياسيا أو ماليا أو أمنيا أو ساعد أو حرض أو خطط ضد أنصار ثورة يناير.

وحتى تنتهي المحاكمات الحالية فإن القضاء حتى الآن لم يقم بإصدار حكم إدانة نهائي ضد «فل» واحد في الحزب الوطني الذي تم حله بحكم قضائي في 16 أبريل (نيسان) الماضي.

والفلول أنواع، هناك «الفل» الحركي في الشارع السياسي، وهناك «الفل» المالي الممول الذي ينتمي إلى رجال الأعمال، وهناك الفل «المخبر» الذي ينتمي أساسا لجهاز الأمن ويستغل عباءة الحزب السياسية لنشاطاته.

والفلول درجات، فهناك الفل المبتدئ، وهناك الفل أمين الوحدة، وأمين المركز، وأمين المحافظة، حتى نصل إلى درجة «الفل» الوزير.

وينتمي إلى الحزب الوطني «المحظور»، مليون وثمانمائة فل عامل.

ويهدف قرار العزل السياسي إلى إقصاء كل «الفلول» التي كانت تشغل مناصب في المكتب السياسي، والأمانة العامة، ورؤوس الوحدات، وأعضاء لجنة السياسات، وكافة الأعضاء الذين ترشحوا على قائمة الحزب الوطني، وكل من انتمى إلى المجمع الانتخابي الذي اختارهم.

ولعل أعظم ما في «الفلول» أنهم شماعة سياسية رائعة يمكن أن يتم إلصاق كل أخطاء الماضي والحاضر بها.

وأحلم بأن يتم القبض على «فل» واحد متلبسا بمحاولة عمل خارج على القانون ضد الدولة أو الثورة أو المواطنين.

والمذهل أن مصطلح الفلول انتشر الآن في اليمن وتونس وليبيا لوصف أنصار النظام السابق.

ويتردد الآن أن «فلول العرب» يعدون الآن فيديو كليب لأغنية رائعة للسيدة أم كلثوم تم تعديل مطلعها تقول: فل إيه اللي أنت جاي تقول عليه.. إيه إيه؟