الزعامات.. الآتية!

TT

يقول البروفسور «هرمان كان» أحد أكبر أساتذة علم المستقبليات: «إن الخيال السياسي المبني على أسس من المعلومات الدقيقة التي يتم إخضاعها لاحتمالات متعددة هي أهم ركائز هذا العلم».

بناء على تلك المقولة تصورت، بناء على المعلومات الحالية والخيال المستقبلي، شكل القمة العربية المقبلة إذا انعقدت بعد 24 شهرا في القاهرة.

ستكون ثورات الربيع العربي أفرزت رموزها في سدة الحكم لعدة دول عربية.

حاولت تخيل حفل التعارف الذي سيسبق القمة حينما يكون ثلث الزعماء العرب يحضرون ولأول مرة مثل هذا الاجتماع الجماعي للزعامات على هذا المستوى.

وسألت نفسي: من هم الوجوه الجديدة المتوقعة في هذا الاجتماع؟

توقعت أن يمثل الشيخ راشد الغنوشي تونس، ورئيس حركة الإنقاذ الجزائر، وعبد الجليل مصطفى ليبيا، ومرشد جماعة الإخوان سوريا، ورئيس مصر الجديد ممثلا للمرشد العام، وزعيم قبلي يمني ذو ميول دينية ممثلا لليمن.

وبناء عليه، فإنني أتوقع أن يكون الرئيس الإيراني هو ضيف الشرف المدعو لإلقاء كلمة الافتتاح.

حاولوا أن تتخيلوا كيف سوف يسير هذا الاجتماع؟ وماذا سيكون على جدول الاجتماع الأول؟ وماذا سيكون موقفهم من الصراع العربي - الإسرائيلي ومن إيران وتركيا وحزب الله وحماس والأوضاع في البحرين؟

الشيء المخيف في هذا التصور أنه لن يصب بالضرورة في خانة العداء للغرب والأميركان.

المعادلة المقبلة: زعامات دينية ترفع شعارات ثورية لكن تمارس سياسات فعلية تخدم مصالح الولايات المتحدة وأوروبا. هاجم واشنطن كما تشاء ولكن بع لها نفطا وغازا، ارفع أشد الشعارات ثورية لكن اجعل من أرضك مسرحا وقاعدة لعمليات عسكرية ضد مصالح هذه الأمة.

أرجو ألا أكون قد شطحت بخيالي بعيدا، ولكن الوضع الحالي علمنا أن كل شيء أصبح ممكنا.