نعم.. نعم.. نعم (!!)

TT

بما أن الإخوة في مصر المحروسة مقبلون على الانتخابات المتدرجة التي سوف تنتهي بانتخاب رئيس للجمهورية، فإنني أنصحهم بالاقتداء والسير على نهج أول انتخابات حصلت بعد ثورة (23 يوليو/تموز) المجيدة، في عام 1956، وكانت نتيجتها كالتالي:

عدد الناخبين المدعوين لإبداء الرأي، وهم جملة الأشخاص المقيدة أسماؤهم في جداول الانتخاب 5.697.467

عدد من حضر منهم واشترك في عملية الاستفتاء 5.508.291

عدد الآراء الصحيحة التي أعطيت 5.499.821

عدد الآراء الباطلة 8469

عدد آراء الموافقين 5.494.555

عدد آراء غير الموافقين (5267)

النسبة المئوية لعدد الحاضرين إلى عدد الناخبين المدعوين 97.6%

النسبة المئوية لعدد الموافقين إلى عدد الأصوات الصحيحة التي أعطيت (99.9%).

وجاء في النهاية: إن هذا هو أول استفتاء شعبي بعد القضاء على حكم الملكية الفاسدة.

وللأسف هذه النتيجة غير المسبوقة في التاريخ هي التي أعطت الضوء الأخضر لكل استفتاءات لاحقة حصلت في دول الانقلابات العسكرية العربية، فليس هناك أروع من نسبة (99.9%)، إنه رقم يخلب الألباب.

تصوروا أن المعارضين - أو غير الموافقين بمعنى أصح لكي لا أخطئ - هم بالعدد (5267) فقط لا غير، لا يزيدون واحدا ولا يقلون واحدا، وأكثر ما أعجبني في هذا العدد هو الرقم الأخير (7)، ويا ليته كان (سبعة ونص) لكي يكون أكثر (رومانتيكية)!

وبعد عشرة أعوام أو تزيد قليلا منح الرئيس المنتخب الشاعر (أحمد سليمان حجاب) جائزة المجلس الأعلى للآداب والفنون لقاء قصيدته الشعبية العصماء المكونة من (335) بيتا من شعر، ولكي لا أمغص بطونكم بها كلها أجتزئ لكم بعض أبياتها:

من أرض القدس هناك صمم/ حيرد حقوقها المهضومة

وساعات الزحف بتتحدد/ حنعيد أراضيها المسلوبة

من بعد ما نخلص م (الخونة)/ حنخلد مجدك يا عروبة

أطلقنا صاروخ ظافر قاهر/ في سمائنا الحرة العربية

أدهشنا الدنيا بصواريخنا/ أصبحنا خلاص دولة قوية

والميج إنتاجنا وصنعتنا/ عنوان لكفاح البشرية

يا جمال أنا عاجز أتكلم/ مش قادر أترجم أفكاري

في دماغي كلام عايز ينطلق/ مخزون في المخ ومتداري

أدهشت العالم بعظمتك/ حيرت الكاتب والقارئ

نعم.. نعم.. نعم (!!)

[email protected]