تركيا تعارض التدخل العسكري في سوريا

TT

صرح مصدر في وزارة الخارجية التركية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) بأن بلاده لن تكون جزءا من أي تدخل عسكري يهدف إلى تغيير النظام في سوريا.

وقال المصدر لمجموعة من الصحافيين في بيان صحافي موجز في إسطنبول: «لقد أعددنا خططا طارئة، وربما تكون هناك بعض الاستثناءات القليلة لهذه السياسة، لكن تركيا تعتقد أن الكرة الآن في ملعب سوريا سواء بالنسبة لبشار الأسد أو المعارضة. النظام السوري لن ينفجر بل من المرجح أن ينهار. وتغيير النظام في سوريا أمر لا مفر منه وليس لأحد - بما في ذلك تركيا وحتى إيران - الاعتقاد بأن نظام الأسد سيستمر».

وقدم عدد من المصادر، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أمثلة للسيناريوهات التي يمكن للجيش التركي أن يشكل من خلالها جزءا من العملية العسكرية ضد سوريا.

أول هذه السيناريوهات إمكانية التدخل التركي إذا ما تحرك الجيش السوري باتجاه المدن القريبة من الحدود السورية مثل حلب حيث سيسفر عنه طوفان من اللاجئين.

ويقول أحد المصادر: «سيكون هناك مئات الآلاف من اللاجئين وليس فقط مجرد آلاف، فنحن لا نرغب في مواجهة طوفان عراقي كذلك الذي حدث عام 1991»، في إشارة إلى موجة اللاجئين التي تسببت فيها أفعال صدام حسين.

في مثل هذه الحالة سيدخل الجيش التركي إلى الأراضي السورية بمفرده لينشئ منطقة عازلة لحماية اللاجئين وللإبقاء عليهم جنوب الحدود.

وفي سيناريو بديل، يمكن لتركيا أن تتدخل في حال وقوع مذابح جماعية واسعة النطاق، في مدن مثل دمشق وأخرى ضد المعارضة. وإذا ما حدث أن وقعت تلك المذابح فسوف يقوم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - بمشاركة الصين وروسيا - بالموافقة على التدخل العسكري على أساس إنساني ثم ستشارك فيه تركيا.

وقدم الدبلوماسيون الأتراك تحليلا مفصلا لرؤية أنقرة تجاه نظام الأسد، ووفقا لهذا التحليل، فإن النظام مزيج من حزب البعث القومي العربي والنصيريين (العلويين) أقلية شيعية، تمثل نحو 12 في المائة من سكان البلاد.

وأضاف المصدر أن «الفكر البعثي قوي، وأن أنصار النظام حصلوا على الثروات والقوة وهم متحدون فيما بينهم، على عكس الحال في مصر أو ليبيا. لذلك قد يستغرق انهيار النظام بعض الوقت، بالإضافة إلى ذلك، فإن النظام مبني على الخوف المجرد، فبعد مجزرة عام 1982 في حماه وحمص، لدينا مثال آخر من عام 1987 عندما ألقت الشرطة القبض على جميع طلبة أحد فصول المدرسة الثانوية بعد احتجاجات حلب، ولم يسمع أحد بما حدث لهم مرة أخرى. بيد أن الناس في سوريا ليسوا خائفين من النظام، فوسط عمليات القتل اليومية نلاحظ نزول المزيد من الناس إلى الشوارع كل يوم. قد يبدو حزب البعث متماسكا الآن، لكن عندما تحين اللحظة الحاسمة، فإنه سوف ينهار مثل المنازل التي بنيت من قبل المقاولين فاسدي الضمير أثناء الزلزال».

وأكد الدبلوماسيون على أن تركيا تريد منع اندلاع حرب أهلية عرقية وطائفية في سوريا يمكن أن تتسبب في مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

وقال أحد المصادر «إن النظام الحالي لم يعد قادرا على تحقيق الاستقرار سواء على أساس قيم أو مصالح تركيا، ونحن نعتقد أنه مع كل يوم يمر في ظل نظام الأسد، تتزايد التهديدات بعدم الاستقرار، ونعتقد أن الاستقرار في سوريا وفي المنطقة لن يكون ممكنا مرة أخرى إلا في ظل حكومة ديمقراطية».

* بالاتفاق مع صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية