الأسماء الفضلى لمسلمين سواء

TT

أشعر باستياء وقرف كلما قرأت في الصحف البريطانية عن جريمة شائنة اقترفها شخص مسلم يحمل اسم محمد، أو مومس تعتقلها الشرطة لممارسة البغاء في حديقة عامة وتحمل اسم فاطمة الزهراء. ليس فاطمة فقط، وإنما تعتز بإضافة الزهراء لاسمها، ربما من وحي الزهور المحيطة بها في هذه الحديقة العامة التي أتفادى ذكر اسمها خوفا من تدفق جموع إخواننا إليها حالما يسمعون بها. إنني أثير هذا الموضوع على هامش القرار الذي أصدرته المحاكم البريطانية، قبل أيام قليلة، بالحكم بسجن محمد آصف ومحمد أمير، بطلي فريق باكستان في لعبة الكريكيت لقيامهما بالغش في اللعب لقاء رشا قبضاها من المقامرين في الكريكيت.

الكريكيت لعبة إنجليزية صرفة تعتمد على حسن النية واحترام اللاعبين للتقاليد الأخلاقية للعبة. ومن هنا جاءت العبارة المجازية الإنجليزية This is not cricket (ما هذا بكريكيت) في الإشارة لأي إساءة لا أخلاقية في العملية السياسية وغير السياسية. وربما لهذا السبب لم نقتبس هذه اللعبة واكتفينا بلعبتي كرة القدم وكرة السلة؛ لأنهما تنسجمان مع النهب والسرقة، فنحن نقول: «الشاطر يعبر بالسلة».

هذا ما أغاظ الجمهور الإنجليزي وحمل القاضي على سجنهما وتوبيخهما بأشد العبارات في المحكمة. ولكن ما أغاظني شخصيا أن يحمل كلاهما هذا الاسم العزيز علينا، اسم رسولنا الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم.

المشكلة هي أن هذا الاسم أصبح أكثر الأسماء شيوعا في بريطانيا، حسب إحصاءات الأسماء. يعني ذلك تكرر تحمل هذا الاسم أوزار كل هؤلاء المجرمين والمسيئين والرخيصات من أبناء وبنات ملتنا، وما أكثرهم في هذه الأيام. لا أدري ما هو الحل لتفادي هذه الإساءة. أعتقد أن من المناسب للمنظمات الإسلامية أن تصدر قائمة بالأسماء الفضلى من تراث ديننا الحنيف، كمحمد وأحمد ومصطفى وفاطمة وعائشة وزينب، وما إليها، وتحرم على العوائل المسلمة تسمية أولادهم بها حتى يبلغ الابن أو البنت سن الرشد ويأتي عندئذ بشهادة عدم المحكومية من مديرية الشرطة وشهادة حسن السلوك من رئيس البلدية ليجوز عندئذ، وعندئذ فقط، إطلاق أي من هذه الأسماء على الولد.

ولما كانت النفس أمارة بالسوء، فقد يقع الولد، بعد كبره، بأي من الجرائم أو الشنائع الشائعة في الغرب. وعندئذ يقتضي عليه أن يغير اسمه ويتخذ لنفسه اسما من أسماء أعداء الإسلام، وهو ما فعله صديقي الإذاعي فؤاد الجميعي؛ فبعد ارتكاب مخالفة فظيعة في سياقة سيارته، أوقفه الشرطي واستنطقه عن هويته وسأله: من أي بلد أنت؟ قال: «من إسرائيل». وبعد أن استأنفنا السير قال لي: «فلتتحمل إسرائيل وزر حيونتي!»، كان رحمه الله مصريا وطنيا غيورا على العروبة والإسلام.

وهذا ما أنتظره من كل إخواننا «الحرامية» والمزورين وتجار المخدرات الذين يرزحون في السجون البريطانية. أكرمونا على الأقل بتغيير أسمائكم إلى أسماء أعداء الإسلام. هذا ما كانت تفعله المرأة الساقطة في العراق عندما تدخل المبغى العام، (الكلجية) في أيام الخير، عندما كان الناس يستعملون عقلهم.