أفول النجم الشيعي؟

TT

عندما حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من خطورة الهلال الشيعي بالمنطقة رد حلفاء إيران وقتها بأن الهلال قد اكتمل وأصبح بدرا، في حالة غرور واضحة أصابت عملاء إيران بمنطقتنا، سواء بالعراق، أو لبنان، وسوريا ما قبل الثورة. فهل ما زال البدر الإيراني مكتملا؟

لا أعتقد، بل يبدو أننا قد دخلنا مرحلة أفول النجم الإيراني بمنطقتنا، سواء في سوريا، أو لبنان، والعراق بالطريق، وهناك مؤشرات على ذلك. فاليوم تتعرض إيران لأقسى امتحان خارجي وهو سقوط نظام بشار الأسد، وعلى يد السوريين، لا الخارج، وإيران تشعر بخطورة ذلك، والدليل: الانفعال الإيراني الواضح بالمنطقة سواء مع تركيا، أو غيرها. والقلق الإيراني مبرر بالطبع، خصوصا أن الثورة السورية لإسقاط الأسد ترفع شعارات غير مسبوقة لإدانة إيران، وحلفائها، فزعيم حزب الله، مثلا، حسن نصر الله، بات يسمع شتيمته على رؤوس الأشهاد من السوريين، فالثورة السورية تقول: «لا إيران ولا حزب الله.. بدنا ناس تخاف الله»، وبالتالي فإن طهران، بحال سقوط الأسد، لن تخسر حليفا وحسب، بل شعبا جله بات يكره إيران، ويمقت حسن نصر الله، وحزبه.

والأمر نفسه بات ينطبق على عملاء إيران في العراق، سواء الصدريون، أو من يختطفون العراق باسم حكومته، حيث كشفت مواقف تلك الحكومة عن وجه طائفي مقيت، مما يعني أن هذه الحكومة باتت مكشوفة أمام قرابة نصف العراقيين، ناهيك عن الشرفاء من شيعة العراق الذين لا يقبلون بالتبعية لإيران، وهو أمر ستكون له عواقب آجلا أو عاجلا.

والأهم من كل ذلك أن المحور الإيراني لم ينفضح فقط بسوريا أو لبنان، بل في جل العالم العربي، حيث انفضح بالسعودية، ومصر، والمغرب، والبحرين، فاليوم لا قيمة لأي تصريح يطلقه بن نصر الله، كما لا قيمة لأي موقف يتخذه نجاد، الذي أطال الصمت، وحتى المرشد الإيراني بات مشغولا بتوجيه خطب للداخل الإيراني أكثر من خارجه. وهذا أمر مبرر، فإيران نفسها اليوم تعيش صراع نخب حقيقيا بالداخل بين المرشد والرئيس، هذا عدا عن أن الثورة الخضراء ما زالت تحت الرماد، كما أن طهران اليوم أمام استحقاقات خارجية قد تنتج عنها ضربة عسكرية، والمؤشرات كثيرة، ومنها الاستهداف المنظم لأهداف إيرانية داخلية حيوية دقتها توحي بأنها عمل خارجي هدفه تعطيل قدرات إيران النووية.

وهناك الموقف الدولي المتأزم، والمتصاعد تجاه إيران، سواء حول مؤامرة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، أو الغوغائية الإيرانية الأخيرة باقتحام السفارة البريطانية في طهران، وهو ما يبدو أنه سلوك المحور الإيراني بامتياز، فما حدث للسفارة البريطانية في طهران مشابه تماما لما حدث لكل من السفارة السعودية والقطرية بدمشق، مثلما أن ما يحدث بالقطيف السعودية يشابه تماما ما حدث في البحرين. ولذا فإن كل ما سبق يفرض السؤال التالي: هل هذا الانفعال والغوغائية من قبل إيران ومحورها مؤشر على أفول النجم الشيعي بمنطقتنا؟ أعتقد أنها بداية النهاية.

[email protected]