«الإخوان» قادمون.. مؤقتا!

TT

ماذا تعني نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية؟

قبل تحليل النتائج، أستطيع أن أؤكد أنها نتائج أقرب ما يكون في تاريخ الانتخابات - بالمقاييس العالمية - لإرادة الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع. (أقل قدر ممكن من المخالفات).

إذن نحن نتعامل مع إرادة حقيقية وليست مزورة. المفاجأة ليست في تقدم «الإخوان»، ولكن ظهور السلفيين والليبراليين.

هذا المثلث، «الإخوان»، السلفيون، الليبراليون، هو سمة حدث المرحلة الأولى. وهناك فرصة الانتقاء المبكر لدى «الإخوان»، وعدم التصديق لدى السلفيين، والتصدي المبكر لدى الكتلة المصرية (حزب المصريين الأحرار الذي أسسه ساويرس. وحزب التجمع اليساري. والحزب المصري الديمقراطي الذي أسسه د. محمد أبو الغار أحد مؤسسي حركة كفاية).

هناك فرصة لدى «الإخوان» ومن معهم. وهناك تحد لدى ساويرس ومن معه. وهناك شعور بالمرارة لدى حزب الوفد ومن معه، وهناك ترقب لدى المجلس العسكري الحاكم. ولكن أين الرأي العام المصري؟

الذين أيدوا الفريق الفائز لديهم نشوة النصر المبكر، ولكن الذين يحثون على مستقبل الدولة المدنية والمجتمع الوسطي المنفتح يشعرون بخوف من «الإخوان» وبرعب من التيار السلفي. وبعض الأقباط يفكرون جديا في الهجرة للحاق بأقاربهم في أستراليا وكندا والولايات المتحدة. إنها ذات المخاوف التي برزت عند المسيحيين في لبنان بعد نزول قوات حزب الله في شوارع بيروت عام 2007.

كل ردود الفعل تخوفات وهواجس تحتمل الصواب أو الخطأ أو التعديل، لذلك نقول الآتي:

1- ما حدث هو نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات التي لم تكتمل بعد، لأن هناك إعادات.

2- علينا أن ننتظر حتى منصف يناير (كانون الثاني) حتى نرى الصورة النهائية والكلية للانتخابات.

3- ماذا سيكون موقف التيارات المستقلة والصوت الفردي بعد إعلان النتيجة؟ هذا العنصر الحاسم قد يخلق تحالفات جديدة أو انقسامات جديدة للمشهد البرلماني كله.

4- كيف سيقرأ «الإخوان» النتائج؟ هل ستصيبهم غطرسة القوة أم سيديرون الموقف بأكبر قدر من الحكمة، والسعي إلى احتواء كل الأطراف؟

5- كيف ستكون علاقة «الإخوان» في التعامل مع حكومة الجنزوري؟ هل هي علاقة تحالف أم اشتباك أم مهادنة مؤقتة؟

6- هل صحيح أن «الإخوان» سيطلبون تشكيل حكومة جديدة فيدخلون بذلك في نزاع دستوري حول اختصاصات المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟

7- هل سيفتح «الإخوان» باب جهنم برفضهم لفكرة الدولة المدنية في صياغة مشروع الدستور الجديد؟

8- هل سيصالح «الإخوان» شباب التحرير، أم أنه خصام بلا رجعة؟

لقد خلقت هذه المرحلة أسئلة أكثر من إجابات، ومخاوف أكثر من مشاعر ارتياح.

فاتورة الديمقراطية مكلفة، وعلى من يسعى إليها أن يدفعها دون تذمر حتى لو جاءت في النهاية بانتصار خصمه السياسي!