شعب مصر الساخر!

TT

المصريون شعب خفيف الظل، يستمزج النكتة ويطلقها، ليس كوسيلة للترفيه أو الضحك فحسب ولكن كسلاح فعال ضد كل ما يعترض عليه.

النكتة هي عمل ساخر يصل إلى حد العمل العدواني السلبي تجاه موقف أو شخص أو جهة ما، أهم ما فيها أنها غير قابلة للتعقب الأمني ولا الملاحقة القضائية.

هل استطاع أي جهاز أمن في تاريخ مصر أن يعرف بالضبط من هو الأب الشرعي لنكتة سياسية ضد حاكم أو نظام أو جماعة؟

أبدا لم يحدث، إذن النكتة هي سلاح لا تلقى أي مسؤولية أو عقاب على صاحبه!

في الآونة الأخيرة عاشت مصر مرحلة شديدة الخطورة، سريعة التحول، ساخنة في الأحداث. بالطبع يصبح هذا المناخ هو الأكثر خصوبة لانطلاق مئات النكات السياسية ضد كل رموز السلطة والمعارضة والشارع!

المصري يعشق النكتة ضد الغير، وإذا لم يجد في الغير عيبا أو مبررا لإطلاق النكتة «نكِّت على نفسه»! ومنذ أن ظهرت المؤشرات الصاعدة الواعدة لتقدم التيارات الإخوانية والسلفية في الانتخابات الأخيرة انطلقت على كل وسائل التواصل الاجتماعي مئات من حملات السخرية حول كيف سيكون حال وشكل البلاد في حال وصول هذه التيارات لحكم مصر. من ضمن هذه النكت أن شركة «أبل» للكومبيوتر في مصر سوف تغير رمز التفاحة الشهير المصاحب لأجهزتها وسوف تستبدل به بعد صعود الإسلاميين مجموعة من التمور!

وأيضا قيل إن المخرجة المتحررة إيناس الدغيدي سوف تغير اسم فيلمها المثير للجدل المعروف باسم «الباحثات عن الحرية» إلى «الباحثات عن الحرية والعدالة»! وذلك نسبة إلى اسم حزب الإخوان.

وفي حال حُكم الإسلاميين قال الشباب ساخرين إن منطقة مارينا الساحلية في الإسكندرية سوف يتم تغيير اسمها إلى «المارينا المنورة».

وقيل أيضا إن الفنان طلعت زكريا الذي قام ببطولة فيلم «طباخ الرئيس» اعتذر مؤخرا عن عدم القيام ببطولة فيلم «سائق المشير» لأنه يعد لبطولة فيلم «سفرجي المرشد العام»! وقيل أيضا إن الإعلامي الشهير عمرو أديب سوف يطلق لحيته من أجل تحويل برنامجه الشهير «القاهرة اليوم» إلى برنامج «القاهرة اليوم والله أعلم». وقيل من باب السخرية عن خلو الترشيحات الحكومية الأخيرة للأعمار الشابة إن الحكومة المكلفة تبحث عن الزعيم مصطفى النحاس كي تسند له حقيبة الشباب والرياضة!

ولعل أقوى واحدة في كل هؤلاء هي نكتة حفيد أحد كبار المسؤولين البعيد عن عالم التواصل الاجتماعي، حينما سأله: عملت «تويتر» النهارده يا جدو؟ رد الجد المسؤول: عملت حسابي ولسه طالع من الحمام علشان ما «أتزنقش» في السكة!