من العوامية إلى لندن!

TT

تفجير أمام السفارة البريطانية في البحرين، جاء في أعقاب احتلال السفارة البريطانية بطهران، وبنفس التوقيت شهدت القطيف السعودية، مثلها مثل العوامية، أعمال تخريب، ثم شاهدنا العلم البحريني يرفع عاليا في كربلاء العراق، فما الذي يجمع بين كل ذلك؟

ما يجمع بينهم أن مصدر التخريب واحد وهو إيران، ليس لأنها قوة عظمى، بل لأن قوة إيران تكمن في التخريب، لكن رغم كل ذلك يخرج علينا في السعودية من يصدر بيانا، وهذه لعبته بكل حدث، ليقول إن أحداث القطيف والعوامية ليست لها أسباب خارجية، علما أن علماء ومشايخ من تلك المنطقة أصدروا بيانا يحذرون فيه من حمل السلاح والخروج على الحاكم، والوطن!

فإذا كان هناك من يريد الدفاع عن إيران فقط من أجل المماحكة أو تسجيل نقاط سياسية، فهذا عبث، وخصوصا ممن يقدمون أنفسهم على أنهم حقوقيون أو ناشطون في مجال حقوق الإنسان، فالطائفية موجودة، وتعاني منها منطقتنا للأسف، لكن ليس بفعل أيدينا نحن، ولا حتى أنظمتنا، بل بفعل من يريد أن يؤججها، والحديث هنا عن إيران، فعندما يخرج ابن نصر الله مدافعا عن بشار الأسد في يوم عاشوراء، خصوصا أن نظام الأسد قد قتل إلى الآن أكثر من أربعة آلاف سوري، فماذا نسمي هذا؟ فهذه ليست ممانعة ولا مقاومة ولا حقوقا، هذه المواقف لا توصيف دقيقا لها إلا أنها الطائفية، والأمر نفسه ينطبق على ما يحدث بالعراق سواء تجاه البحرين أو السعودية أو حتى سوريا. ولذا فإن من يحاولون التشدق اليوم بأنهم ضد الطائفية، وحتى بعض السعوديين منهم، ما هم إلا استمرار لماكينة طهران الدعائية، حتى بات لدينا لوبي إيراني بالسعودية، بل ولا يخجل من الظهور على صدر بعض الصفحات الأولى بصحف السعودية.

الخطر فيما يفعله هؤلاء أنهم يقومون بحملات تشويش على الرأي العام، وهو أمر لا تستفيد منه إلا إيران، والأمر ليس محصورا بالسعودية وحدها، بل إن ظاهرة اللوبي الإيراني تعد ظاهرة عربية؛ فها هي صحيفة «المصري اليوم» تكشف عن تمويل مالي لبعض الجماعات بمصر من قبل إيران، وتنقل عن مصادر رسمية دخول أموال مزورة من إيران لمصر، والأدهى أن الصحيفة تكشف كذلك عن تورط «إعلامي كبير» بتولي دور التنسيق بين إيران، وتلك الجماعات المصرية!

إشكالية الكثير من مدعي الحقوق والثقافة أنهم يتولون دور التشويش دائما على الرأي العام العربي، تارة باسم الممانعة، وأخرى باسم حماية الدين، واليوم تحت ذريعة حماية الأقليات، وهذا كله كلام حق يراد به باطل. فمن العوامية إلى لندن، ومرورا بالبحرين، ومصر، ولبنان، والعراق، وغيرها من الدول، نجد أن يد الخراب الإيرانية تعبث دون تردد، ودائما ما تجد طهران من يساعدونها على التضليل، وهم كثر، حيث تجدهم في كل محفل، وإن تغيرت الظروف، وآخرهم من أصدر بيانا بالسعودية!

[email protected]