مصر: هل يتحرك زعماء العرب؟

TT

يصعب على شخصي هذه المرة، وفي هذا المقال، أن أكون هادئا أو متعقلا بعدما شاهدته في شوارع وطني مصر.

في هذا الأسبوع الأخير يقف ملايين، وأكرر ملايين، من بسطاء المواطنين من الشعب المصري الطيب من بدء شروق الشمس حتى ساعة متأخرة من الليل؛ طوابير ممتدة لعدة كيلومترات من أجل الحصول على «أنبوبة بوتاجاز»!

يحمل العجوز الكهل، وتحمل الأم ذات الأطفال الرضع، والموظف المحترم وطالب الجامعة الأنبوب القديم الفارغ على كتفه ويقف به أمام مخزن الجملة التابع لهيئة حكومية من أجل الحصول على أنبوب جديد ممتلئ.

أهمية الغاز، هي أهمية شريان الحياة للإنسان، فهو كوب الشاي للكبار وكوب اللبن الدافئ للأطفال والمياه الساخنة للاستحمام وغسل الملابس للأسر.

عدم توفر أنبوبة البوتاجاز، هو شلل كامل لحياة المواطنين البسطاء. والأكثر خطورة من ذلك هو أن الصراع على «الأنبوبة» أصبح من الشدة والعنف إلى الحد الذي أدى إلى سقوط قتلى وإصابات وأصبح يشكل حالة احتقان يومية في الشارع.

وأصبحت مخازن الأنابيب من الأماكن الاستراتيجية التي تهاجمها عصابات البلطجية بهدف الاستيلاء على محتوياتها.

قطاع الطرق أصبحوا يقطعونها على سيارات الغاز العملاقة من أجل بيع الأنبوبة الواحدة المدعومة من الدولة والتي تم تسعيرها بعدة جنيهات إلى عشرة أضعاف في السوق السوداء.

أنبوبة البوتاجاز في مصر، صدق أو لا تصدق هي قضية أمن وطني، وهي تكاد تنذر بانفلات أمني جديد في البلاد قد يتحول لا قدر الله إلى حرب شوارع.

وإذا كان هناك شيء يمكن عمله من قبل الإخوة العرب، بالذات الإخوة الكرام الأشقاء زعماء دول النفط العربي، فهو الاستجابة إلى نداء مواطن مصري عربي يرجوهم التحرك فورا بإرسال شحنات من الغاز اللازم لحل هذه المشكلة الضاغطة على الحياة اليومية في مصر.

لقد أكرم الله العديد من الدول العربية الشقيقة مثل السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان وليبيا والجزائر بثروة من النفط والغاز، وكلها على علاقة تاريخية طيبة مع مصر وكلها محبة لشعبها.

مصر في أزمة، وإن كانت كرامة قيادتها تمنعها من الطلب، فنحن على ثقة أنكم ستبادرون بالتحرك.