«يا حلاوته.. يا جماله»!

TT

ماذا يمكن أن يكون مستقبل البشرية لو لم تعرف زراعة البطاطس؟!

وما الذي كان من الممكن أن تكون عليه القارة الآسيوية لو لم تعرف زراعة الأرز؟!

وكيف كان من الممكن أن تكون حياتي، لو لم أكتشف الآيس كريم؟!

أسئلة خطيرة، في رأيي، أهم من تحاليل البورصة، والمعلومات الاستخبارية من مستقبل الأنظمة، أو برامج «التوك شو» العربية القائمة على الصراخ والشجار وصراع الديوك!

من أكبر الجمعيات الزراعية في العالم جمعية منتجي البطاطس، وهي المنتج الزراعي الوحيد الذي يكاد يكون متوافرا عالميا مدار العام.

البطاطس منتج زراعي مليء بالنشويات، يشعر الإنسان بالامتلاء، سواء كانت مطهوة بأساليب متعددة مثل السلق أو الشواء أو التحمير.

البطاطس المقلية هي الغذاء «رقم واحد» للبشرية.. هل سمع أحدكم أن مواطنا أو مواطنة عاش في المائة عام الماضية ولم يلتهم بعضا أو أطنانا منها؟!

هل عرفتم طفلا معاصرا لا يشعر بنشوة استثنائية عند تناوله البطاطس المقلية؟!

إن هذا الطعام هو اختراع سحري حقق ثروات طائلة لمحلات الوجبات الجاهزة، خاصة حينما تصبح البطاطس هي الرفيق المصاحب للدجاج أو الأسماك أو الهامبورغر أو الشاورما.

أما الأرز، طعام فقراء آسيا، فهو وحده الذي منع شعب الصين العظيم من ثورات متتالية عقب الحرب العالمية الثانية.

وأذكر أنني كنت في جاكرتا عام 1979 وسمعت من معارض إندونيسي: «اللعنة على هذا الأرز! لولاه لثار الشعب على حكم العسكر في بلادنا». والأرز يمكن طهوه بـ272 طريقة معروفة عالميا، بدءا من الأرز المسلوق على الماء، مرورا بالأرز الياباني المحمر مع فواكه البحر، وصولا إلى الأرز الإسباني (البايللا)، انتهاء بأرز الكبسة العظيم الذي أعتبره من أهم الاختراعات في هذا المجال. ووجود الأرز في طبق الكشري المصري، هو أحد ابتكارات البسطاء الذين يسعون إلى ملء البطون بأقل كلفة ممكنة!

وبالتأكيد لم يسمع بعضكم عن ساندويتش الأرز أو ساندويتش المكرونة الذي يعتبر بمثابة الوجبة الأساسية للملايين من عمال البناء المعدمين، وعمال التراحيل الزراعيين.

وخاتمة المقال، أتوقف أمام أهم ما توصل إليه العقل البشري من حلوى مثلجة، وهو ذلك العمل الإبداعي المسمى بالآيس كريم!

وفي يقيني أن التهام الآيس كريم هو عودة من الإنسان إلى طفولته، حينما يمارس اسمتزاج مادة لزجة مثلجة مليئة بالنكهات المضاف إليها السكر!

ما أجمل الطعام تذوقا، وكتابة!