أعطني.. وأنا معك!

TT

لا خوف عندي إطلاقا من أن يحكمني الإسلام، ولكن الخوف عندي أن يحكمني فكر الإسلاميين المعاصرين!

أعطني رحمة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وصدق أبو بكر، وعدل عمر، وكرم عثمان، ونزاهة عمر بن عبد العزيز، وأنا معك!

أعطني حكمة علي، وزهد أبي ذر الغفاري، وعمق فكر سلمان الفارسي، وإدارة عبد الرحمن بن عوف لمال المسلمين، وشجاعة خالد بن الوليد، ومروءة حمزة، وأنا معك!

أعطني صحيح الفهم لصحيح الدين والعمل الصادق بالسنة النبوية المطهرة دون تطرف أو تعسف أو مآرب شخصية وأنا معك!

أعطني الفهم الراقي المتسامح لعلاقة الإسلام بالرسالات الأخرى، ولأصحاب الديانات السابقة، والسلوك المتسامي في التعامل معهم بكل المساواة والعدالة والسماحة وحسن الظن، وأنا معك!

أعطني قدرة عقلية، وثقافة منفتحة، لإعمال العقل والاجتهاد المستنير القادر على التصدي لإشكاليات العصر دون انغلاق أو تحجر، وأنا معك!

أعطني الداعية الواعي المتصل بحركة العالم، وأحداث اليوم، وأزمات مجتمعه، والقادر على قراءة المشهد المعاصر بعقل اليوم، وليس بعقلية قرون مضت، وأنا معك!

أعطني من يخاف ربه قبل أن يخاف شعبه، ومن لا يرضى أبدا أن يضع في فمه أو في جوف أبنائه لقمة حراما تحت اسم أنها «هدية» أو «عمولة» أو سمسرة أو قيمة «سعي»، وأنا معك!

أعطني برنامجا تقوده بوصلة الشريعة الإسلامية ولا يتناقض مع مبادئ الإسلام لكنه أيضا يحمل في تفاصيله الحلول العلمية والعملية القابلة للتطبيق لهموم وتحديات المجتمع، وأنا معك!

أعطني من يفاوض بعقل مفتوح، وقلب نقي، يؤمن بالحوار، ولا يتعامل من منطق احتكار الصواب، أو أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، وأنا معك!

أعطني من لا يفسر برنامجه السياسي على أنه الحق المطلق لمجرد أنه قام بالاستعانة ببعض الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، وأنا معك!

أعطني من لا تسكره نشوة الفوز السياسي فيتحول من مظلوم إلى ظالم، ومن قتيل إلى قاتل، ومن ذكي إلى غبي، وأنا معك!

أعطني من لا يتاجر بالدين والثورة والدماء والبلاد والعباد، وأنا معك!

إن وجدت هذا الحزب.. فأنا معك.